في السادس والعشرين من الشهر الجاري، تنطلق فعاليات الدورة الثالثة والخمسين من "المهرجان الوطني للمسرح المحترف" بمدينة مستغانم غرب الجزائر، وتستمرّ حتى الثلاثين منه، بمشاركة قرابة أربع وستّين فرقة مسرحية.
هذه هي الدورة الأُولى التي تُقام بعد جائحة كورونا التي أدّت إلى توقُّف التظاهرة طيلة السنتَين الماضيتَين. وبسبب تداعيات الأزمة الصحية، لم تجرِ تصفياتٌ للتأهُّل للمهرجان كما كان يُعمَل به في دوراته السابقة، بل جرت "مشاهدة العروض عن بُعد مِن قبل لجنة انتقاء"، بحسب مدير التظاهرة محمد تكيرات.
وقال تكيرات، في مؤتمر صحافي عقده أوّل أمس الأربعاء في "المسرح الوطني الجزائري محيي الدين باشطارزي" بالجزائر العاصمة، إنّ المسرحيات المشاركة ستُعرَض في كلّ من "المسرح الجهوي الجيلالي بن عبد الحليم"، و"دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي" و"سينما أفريقيا"، بينما ستُقدَّم أربعة عروض ضمن مسرح الشارع في عدد من الساحات والفضاءات العامّة بمدُن مستغانم ووهران وعين تموشنت.
وإلى جانب الفرق الجزائرية، تحضر فرقٌ من تونس وفلسطين التي تحلّ ضيف شرفٍ على الدورة التي تحمل اسم المسرحي الراحل جمال بن صابر (1941 - 2022)؛ أحدِ الأسماء الفاعلة في الحركة المسرحية على الصعيدَين المحلّي والوطني؛ والذي قدّم عدداً كبيراً من الأعمال المسرحية مُخرجاً وممثّلاً، وأسّس العديد من الجمعيات المسرحية؛ من بينها: "جمعية الإشارة" سنة 1975، و"تعاوُنية الكانكي" سنة 2001، كما تولّى إدارة المهرجان بين سنتَي 2007 و2011.
وتُقام، على هامش العروض، مجموعةٌ من الورش التدريبية في مجالات التمثيل والسينوغرافيا والإخراج.
ويُعدّ "المهرجان الوطني لمسرح الهواة" إحدى أقدم التظاهرات الثقافية والفنية في الجزائر والمنطقة؛ إذ تأسّس سنة 1967 تحت اسم "مهرجان الفنّ الدرامي" من قبل عددٍ من فنّاني مدينة مستغانم، وفي مقدّمتهم جيلالي بن عبد الحليم الذي يحمل مسرح المدينة اسمَه.