تصدّر وسائلَ الإعلام في نهاية تموز/ يوليو الماضية، خبرُ لقاء وزير التعاون الإقليمي في حكومة الكيان الصهيوني مع وزير الثقافة المغربية محمد مهدي بنسعيد، ناقشا خلاله "العمل على كيفية التقريب بين المجتمعين المغربي والإسرائيلي".
رغم محاولات التطبيع الممنجهة من قبل الحكومة المغربية، إلّا أنّ جبهة الرفض لها تتواصل بأشكال متعدّدة، كان أبرزها إعلان وزير الثقافة المغربي الأسبق الكاتب بنسالم حميش، في محاضرة بالرباط منذ أشهر، أنّ "محاولات التطبيع التي تجري مع إسرائيل، هي بمثابة استعمار جديد للمغرب، يحدث بطريقة أُخرى".
لكن الموسم الجالي، شهد مشاركات إسرائيلية في عدد من التظاهرات الثقافية ومنها حفلان لـ "فرقة أسدود" نهاية آذار/ مارس الماضي ضمن فعاليات "مهرجان الأندلسيات الأطلسية" بالدار البيضاء، كما شارك وفد إسرائيلي في "مهرجان الفروسية التقليدية" الذي أقيم الشهر الماضي في الرباط.
التسلّل عبر بوابة الموسيقى يصل إلى "مهرجان طنجاز" الذي تنطلق فعاليات دورته الحادية والعشرين مساء الخميس، الثاني والعشرين من الشهر الجاري، في "منصة قصر المؤسسات الإيطالية" بمدينة طنجة (شمال العاصمة المغربية) وتتواصل لثلاثة ايام.
أعلن المنظّمون عن مشاركة عازف الجاز والمغني الإسرائيلي أفيشاي كوهين في المهرجان
يحضر عازف الجاز والمغني الإسرائيلي أفيشاي كوهين في حفل يقيمه في ثاني أيام المهرجان، بحسب بيان المنظّمين، الذي أشار إلى مشاركة كلّ من عازف البيانو الأذربيجاني إلتشين شيرينوف وعازف الطبول الإسرائيلي روني كاسبي الحفل معه.
تشارك في المهرجان أيضاً الفنانة البحرينية البريطانية ياز أحمد، بالإضافة إلى الفنانين مهدي نصولي و مريم عصيد عبد المجيد الدمناتي من المغرب، وألفا ميست من بريطانيا، وغوران بريغوفيتش من صربيا، وتوني غرين من الولايات المتحدة الأمريكية، وماركو غيدولوتي من إيطاليا، ويون سون ناه من كوريا الجنوبية، ومونتي ألكسندر من جامايكا، و"مجموعة كومابي سيغوندو" من كوبا.
البيان الذي وصف موسيقى كوهين بـ"العميقة والأنيقة"، تجاهل أنه وُلد في مستوطنة "كابري" التي أُقيمت على أنقاض القرية التي تحمل اسمها في منطقة الجليل، بعد احتلالها وتهجير سكانها الذين خاضوا مواجهات مع العصابات الصهيونية في آذار/ مارس 1948؛ قبل أشهر عدّة من وقوع النكبة. علماً بأن كوهين التحق بالخدمة العسكرية في جيش الاحتلال لمدة سنتين، ويسعى في أعماله إلى "كسر الحواجز بين الموسيقى 'اليهودية' و'الشرق أوسطية' وموسيقات العالم".