منذ تأسيسه عام 2009، انتظم "المهرجان الثقافي الدولي للموسيقي السمفونية" في الجزائر العاصمة في انعقاده رغم إلغاء مهرجانات موسيقية أو دمج بعضها بسبب إجراءات التقشّف التي اتبعتها وزارة الثقافة منذ نحو تسع سنوات، كما تعثّرت تظاهرات مماثلة لأسباب أخرى.
لكن تفشّي جائحة كورونا دفع إلى تأجيله لثلاث سنوات مثل حال بقية المهرجانات خاصة تلك التي تستقبل جمهوراً في قاعات مغلقة، ليُعلن مجدداً عن انطلاق فعاليات الدورة الثانية عشرة من المهرجان عند السادسة والنصف من مساء السبت المقبل في "أوبرا الجزائر/ بوعلام بسايح" والتي تتواصل حتى العشرين من الشهر الجاري.
تحلّ ألمانيا ضيف شرف الدورة الحالية حيث تشارك فرقة "لارتي ديل موندو"، التي أسّسها عازف الكمان الألماني فيرنر إيرهاردت في عام 2004، وقدّمت أكثر من سبعين تسجيلاً لعدد من المؤلفين الموسيقيين في القرن العشرين، في حفل الافتتاح مع "الأوركسترا السيمفونية لأوبرا الجزائر" بقيادة الموسيقي لطفي سعيدي.
تقدم الفرقة الألمانية أيضاً مقطوعات كلاسيكية لكلّ من يوهان سباستيان باخ، وفولفغانغ أماديوس موتسارت، وجوزيف هايدن، ودومينيكو تشيماروزا، وأنطونيو سالييري، وأنطونيو فيفالدي، وجيوسيب تارتيني، ونيكولو باغانيني وغيرهم، بينما تؤدي الأوركسترا الجزائرية مزيجاً من الموسيقى العربية والشرقية.
تشارك على مدار ستّة أيام فرق من كلّ من اليابان وفرنسا والدنمارك والنمسا وتونس ومصر وإيطاليا والتشيك وسورية وجنوب أفريقيا وروسيا والسودان بواقع عرضين أو ثلاثة عروض في كلّ أمسية، كما تعقد ورشات تدريبية في الموسيقى، يشارك فيها طلبة المدارس والمعاهد الجهوية للموسيقى من سبع عشرة مدينة جزائرية، في مجالات الغناء وقيادة الجوق وعزف الكمان والبيانو وآلات أخرى.
وفي حديث صحافي حول تفاصيل برنامج الدورة الجديدة من المهرجان، ركّز مدير المهرجان عبد القادر بوعزارة على "أهمية الموسيقى السيمفونية بوصفها لغةً عالمية"، مضيفاً أن التظاهرة الموسيقية ستكون بمثابة "رسالة للتآخي والمحبّة والتواصل بين الشعوب".
يُذكر أن "المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية" ينظم بالاشتراك مع "أوبرا الجزائر/ بوعلام بسايح"، و"الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة"، و"الديوان الوطني للثقافة و"الإعلام" وبالتعاون مع مختلف سفارات البلدان المشاركة.