"مهرجان المسرح والمجتمع": دورة أولى في سليانة

14 يونيو 2022
(من مسرحية "كابوس أينشتاين" لأنور الشعافي)
+ الخط -

لا تقتصر حركة الفن الرابع في تونس على ما تنتجه مسارح العاصمة، حيث ترفد العديد من الفضاءات في المدن الصغيرة المشهدَ بالعديد من العروض كلّ عام، إلى جانب ما يقدّمه مسرح الهواة والمسرح الطلّابي في عدد من المعاهد والأكاديميات.

في سليانة التي تقع شمال غربي البلاد، يقترح "مركز الفنون الدرامية والركحية" تظاهرة جديدة تنطلق عند التاسعة من مساء غدٍ الأربعاء تحت عنوان "المسرح والمجتمع"، والتي تتواصل فعالياتها حتى التاسع عشر من الشهر الجاري.

وينطلق المنظّمون من رؤيتهم تجاه المسرح باعتباره "شكلاً من أشكال الاتصال الجماهيري وأحد الفنون الأدبية والأدائية الذي يعتمد أساساً على ترسيخ الأفكار في ذهن الجمهور ونشر الوعي والنهضة الاجتماعية والفكرية"، وفق بيانهم الذي يشير إلى أن الوقت حان "لجعل المدن الداخلية تستقطب الناس للحياة لا طاردة لسكانها".

ومن أجل تحقيق غايته الأساسية، يتوّجه المهرجان إلى تجمّعات لا تتوفّر فيها فضاءات ثقافية عامّة، من خلال تقديم العروض في الشوارع والساحات والمصانع والمستشفيات وعدد من المواقع الأثرية في المنطقة.

يتضمّن البرنامج عدداً من العروض المسرحية والراقصة والموسيقية، إلى جانب ورشة تدريبية بعنوان "تقنيات صنع العرائس المحمولة" يقدّمها مصمّم السينوغرافيا وليد الوسيعي، ولقاء يجمع مسرحيين وكتّاباً حول كتاب "أزمة المثقّف التونسي المعاصر" للباحث الحفناوي الماجري.

يتوّجه المهرجان إلى تجمّعات تفتقر للفضاءات العامة عبر تقديم عروض في الشوارع والساحات والمواقع الأثرية

يُفتتح المهرجان بحفل موسيقي للعازف طارق معتوق، يليه عرض راقص بعنوان للكوريغرافية ثريا بوغانمي، ثم عرض سيرك بعنوان "أمازونيا" لـ"فرقة باباروني". وفي اليوم التالي، يشارك المؤلّف منصف بن مسعود في حفل موسيقي، كما تقدّم الفنانة آمال العيوني عرضاً أدائياً بعنوان "ضمادة".

كما يعرض سامي النصري مسرحيته "عائشة 13"، التي تتناول قصص مجموعة نساء تتحدّث كلّ واحدة منهنّ عمّا تعرّضت إليه من عنف خلال إقامتهنّ في مصّح للأمراض العقلية، حيث تسيطر عليهنّ ذكريات الماضي فيلجأن إلى التداعي والبوح.

في مساحة قريبة ممّا يقدّمه النصري، تعرض سيرين قنون مسرحيتها "ربع وقت" التي تدور أحداثها في نادي غِناء، وهو ما يستدعي خلطاً بين الحوار والأداء الموسيقي، ومن ثمّ تتفرّع الحكايات إلى قضايا مثل المساواة بين الجنسين، وتحوّلات الأمومة، والعلاقات الجنسية، والتنمّر في العمل.

وفي يوم الختام، يقدّم أنور الشعافي مسرحية "كابوس أينشتاين" تطرح، بأسلوب ساخر، تساؤلات حول مصير الإنسان ووجوده وسط سطوة التكنولوجيا على حياته، حيث يطوف الممثّلون في جولة داخل عقل الفيزيائي الألماني (1879 - 1955) وهو يعيش حلماً انقلب إلى كابوس، على أعتاب عقده السابع، ويأبى أن يستوعب أنّه بلغ من الكبر عتيّاً، حيث يتوه في حلمه ويسافر عبر الزمن، ويجد نفسه في عالم غير عالمه، عالم مسكون بالتناقضات.

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون