"مهرجان الفنون الشعبية": من الساحات إلى الإنترنت

09 أكتوبر 2020
(من "مهرجان الفنون الشعبية" في مرّاكش)
+ الخط -

لأربع سنواتٍ متتالية، استمرَّ تنظيم "مهرجان الفنون الشعبية" بمدينة قلعة السراغنة وسط المغرب، والذي انطلقت دورتُه الأولى في 2016 كتظاهُرة تهدف، بحسب منظّميها، إلى "نفض الغبار عن تراث المنطقة وردّ الاعتبار لموروثها الثقافي"، مِن خلال إقامة عروضٍ حيّة لفرقٍ تؤدّي أنماطاً مختلفةً من الفنون الشعبية في البلاد وندواتٍ تُضيء على هذا التراث الثقافي.

المهرجان الذي تنظّمه دار الثقافة في المدينةِ بالتنسيق مع "المديرية الجهوية للثقافة" في جهة مرّاكش آسفي وجمعيّتَي "أنغام للموسيقى والفن والتراث الشعبي" و"المنتدى السرغيني للموسيقى والفنون" يعود هذا العام بشكلٍ مختلف؛ إذ تُقام فعالياتُ دورتِه السادسة، التي انطلقت أمس الخميس، بشكلٍ افتراضي.

يُنظّم المهرجان، الذي يستمرُّ حتى الثاني عشر من تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري، عروضاً موسيقية بمُعدَّل عرضَين في اليوم. ومن بين الفنّانين المشاركين فيها: العزيز الحلواني، وعبد الرزاق بوخدادة، ورحال بن السيّد، وسمير عصام، ومراد حدو، وفصيل موزي، ونعيمة الطاهر، وعبد الرحيم الصديق، ومحمد الزاهر وعزيز بوعافية.

وتُبثّ العروض عبر صفحات دار الثقافة على مواقع التواصُل الاجتماعي، والتي بثّت في يوم الافتتاح أمس عرضَاً موسيقياً من أداء "مجموعة أولاد الحوز الغرار" بقيادة محمد الزاهر لمقدم، وآخر من أداء عبد الرزاق السرغيني.

وتسعى التظاهرةُ، بحسب القائمين عليها، إلى "تقريب الفنون الشعبية من الجمهور، باعتبارها رافعةً ثقافيةً تتّسم بعراقة وتنوُّع تعبيراتها، وباعتبارها، وباعتبارها واحداً من أعمدة السياحة الثقافية في المنطقة"، كما تهدف إلى "توثيق تلك الفنون وتقديم الدعم المادي والمعنوي لروّادها في ظل الأزمة الوبائية الراهنة".

يبدو تنظيم مهرجانٍ من هذا النوع عبر الوسائط الرقمية أقرب إلى محاولةٍ للتواجُد الرمزي، خصوصاً أنَّ الفنون الشعبية تعتمد على الفرجة الحية والتفاعُل المباشر مع الجمهور، وهو ما لا يوفّره الفضاء الافتراضي. ولعلّ ذلك ما دفع منظّمي "المهرجان الوطني للفنون الشعبية"، الذي يُقام في مدينة مرّاكش، إلى تأجيل دورته الواحدة والخمسين إلى العام المقبل؛ حيث قالت إدارة المهرجان إنَّ "الظروف التي يمرّ بها المغرب جرّاء وباء كورونا المستجد" جعلتهم يؤجّلون الدورة التي كان مقرّراً تنظيمها بين السابع والعشرين والواحد والثلاثين من الشهر الجاري إلى الفترة بين الواحد والخامس من تمّوز/ يوليو من العام المقبل.

المساهمون