"مهرجان الفداء للمسرح": استعادة الحوري حسين

وسط تيارات عديدة مارست تنظيرها حول المسرح المغربي خصوصاً، والعربي عموماً، منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، برز اسم الحوري حسين الذي ارتبط بما أطلق عليه "مسرح المرحلة" أو "مسرح الحقبة"، وركّز خلاله على مواضيع سياسية واجتماعية وثقافية وقومية وإنسانية من منظور مادي وواقعي جدلي، وتناول قمع الأنظمة السياسية، وقهرها للإنسان الضعيف.

ألّف الفنان والمخرج والكاتب المسرحي المغربي (1946 - 1987) العديد من المسرحيات مثل "مجنون المدينة"، و"الحرباء"، و"الزمن الأحدب"، و"الطوفان" و"حلم اليقظة" وغيرها، ونظّر حول توظيف القصيدة الغنائية والحكي المباشر والمونولوغ لنقد الواقع وتفكيكه، لكنه أصيب بالإحباط واليأس ما دفعه للانتحار، تاركاً نصوصاً وكتابات غنية ألّفها خلال سنوات معدودة.

تستعيد الدورة الأولى من "مهرجان الفداء الوطني للمسرح" في الدار البيضاء، والتي انطلقت مساء أمس، الحوري حسين، باعتباره أحد أبرز الأسماء التي لا تزال أطروحاتها راهنة حول المسرح بوصفه أداة للتغيير وفضاء لتطوير الوعي وتثوير الواقع.

التظاهرة التي تتواصل حتى الثاني من الشهر المقبل، تحتضن ندوتين فكريتين، الأولى حول "راهنية المشهد المسرحي في المغرب"، ويديرها عبد اللطيف عسول، بمشاركة النقاد والمسرحيين سعد الله عبد المجيد، وعبد اللطيف ندير، ومحمد فراح ومحمد العزيز، والثانية حول "أهم المسارات المسرحيّة تاريخيّا بمنطقة الفداء" وتتضمن حواراً مفتوحاً بين المهتمين بالفن الرابع.

وتقام أيضاً أربع ورشات، الأولى حول الارتجال المسرحي، ويؤطرها محمد الزيات والثانية حول تكوين الممثل ويؤطرها سعد الله عبد المجيد، والثالثة حول "الكوريغرافيا والمسرح من تأطير محمد بنان، والرابعة حول "الممثل وعلاقته بالركح" ويؤطرها حميد مرشد، إلى جانب تنظيم حفل لتوقيع وتقديم كتاب مسرحية "شامة الركراكية" ليوسف معتصم، وقراءات زجلية بمساهمة الشاعرين الشعبيين رضوان أفندي ومحمد بنان وغيرهما.

تشارك في المهرجان ست مسرحيات تتنافش على الجائزة الكبرى، وجائزة أحسن تشخيص إناث، وجائزة أحسن تشخيص ذكور، وجائزة أحسن سينوغرافيا، وجائزة أحسن تأليف، وجائزة أحسن إخراج، وجائزة أحسن فريق تقني، وهي: "كلاج" لـ"فرقة خشبة البيضاء"، وهي من تأليف سعيد غريب وإخراج رفيق مرشد، و"الرواسيات" لـ"فرقة البشرى والوفاء" من الدارالبيضاء، وهي من تأليف وإخراج حميد مرشد، و"عائد من حجيم تيندوف" لـ"فرقة المشهد المسرحي" من القنيطرة، من تأليف بديعة الراضي وإخراج محمد الزيات.

آداب وفنون

التحديثات الحية

مهرجانات المسرح في الأردن: من يعيد الجمهور إلى الصالة؟