في عام 2019، أُعلن عن تأسيس "مهرجان العراق الوطني للمسرح" لكنّ ظروفاً مختلفة حالت دون انعقاده في تلك السنة، ثم في العام التالي بسبب انتشار فيروس كورونا وتعطّل معظم الأنشطة الثقافية والفنية في العراق، وفي العالم العربي، وكان المسرح من أكثر القطاعات تضرّراً.
المهرجان الذي ينطلق السبت، الحادي والثلاثين من الشهر الجاري في بغداد وتتواصل فعالياته حتى السادس من الشهر المقبل، بتنظيم من "نقابة الفنانين العراقيين" يندرج ضمن تسعة مهرجانات وطنية في عدد من البلدان العربية تقام بالتعاون مع "الهيئة العربية للمسرح"، أثيرت حول جدوى تأسيسها تساؤلات عدّة تتعلّق برؤيتها وآلية اختيار العروض التي لا تختلف عن بقية المهرجانات المسرحية العربية الرسمية.
تحمل الدورة الحالية اسم المخرج والكاتب والفنان المسرحي سامي عبد الحميد (1928-2019)، الذي ينتمي إلى جيلٍ من روّاد أسّسوا المسرح العراقي، وساهموا في تطوير المسرح العربي عامة مثل يوسف العاني وبدري حسون فريد وآخرين.
ويترأس المخرج المسرحي صلاح القصب (1945) اللجنة العليا للمهرجان، والذي يعتبر من مؤسسي مسرح الصورة في العراق منذ نهاية السبعينيات في عدد من أعماله مثل "هاملت" و"طائر البحر" و"أحزان مهرّج السيرك" و"عزلة في الكريستال" و"ثورة الزنج"، كما ألّف كتاب دراسات بعنوان "مسرح الصورة بين النظرية والتطبيق".
تحمل الدورة الحالية اسم المخرج والكاتب والفنان المسرحي سامي عبد الحميد (1928-2019)
تشارك في التظاهرة مسرحية "اشتباك" من تأليف وإخراج حازم عبد المجيد وأداء كل من الفنانيْن علي ضهد وسجى ياسر، اللذين يقدّمان شخصيتين متناقضتين هما المرأة صاحبة البيت التي تمثّل الجانب الإنساني من حياتنا المعاصرة، وزائر الليل الذي يعكس العنف والقسوة، حيث يجمعهما حوار فلسفي.
كما يقدّم المخرج حمزة الغرباوي مسرحية "واقع خرافي"، وهي من تأليف علي عبد النبي، وتدور أحداثها حول شخص يدعى عواد بن حليمة، استشهد في إحدى الحروب، وتم دفنه في قبر، تعود أرضه لشخص آخر، فيدّعي الميت أن صاحب القبر يأتي لمطالبته بالأرض، فيما يأمره ملك الموت بالخروج من القبر، لأنه أخطأ في قبض روحه، ويشارك في التمثيل مرتضى ساجد، وفؤاد سالم، ويحيى عطا، ومنتظر الشمري، ومحمد ياسر، وفضل الله عباس، وعلي حيدر.
ويعقد على هامش المهرجان حفل توقيع عدد من الإصدارات منها "نصوص من المسرح العراقي" من تأليف حسين علي سلمان وطلال هادي إسماعيل وفلاح شاكر محمود وعمار نعمة جابر، و"الجدل في المسرح المعاصر.. دراسة في نوع الخطاب الفلسفي" لـ سعد عزيز عبد الصاحب، و"في المسرح.. ثلاث نظريات عراقية" لـ جبار حسين صبري، و"تحولات العرض المسرحي من الإلهام إلى التحريض" لـ رياض شهيد الباهلي.