"مهرجان الطرب الغرناطي": في تدوين موسيقى الآلة

19 يونيو 2022
(من حفل الافتتاح)
+ الخط -

في كتابه "نوبة الزّيدان في الطرب الغرناطي.. مدونة في النوطة الموسيقية" الذي صدر حديثاً، يوثّق الباحث المغربي عبد الحميد بريشي، واحدة من اثنتي عشرة نوبة كاملة في فن الآلة، أحد أهم أنواع الموسيقى الأندلسية الذي عرفته بلاد المغرب بصورته الحالية منذ القرن الخامس عشر.

أقيم حفل توقيع الكتاب الذي يتناول السمات المقامية والإيقاعية ضمن مؤلّفات باتت تهتم بهذا البعد الذي أغفلته كتب التراث، في "مسرح محمد السادس" عند الحادية عشرة من صباح اليوم الأحد في إطار فعاليات "مهرجان الطرب الغرناطي" الذي انطلقت دورته التاسعة والعشرين في مدينة وجدة (500 كلم شمال شرق الرباط) مساء أول أمس الجمعة، وتتواصل لثلاثة أيام.

وأقيمت أمس السبت ندوة تحت عنوان "الطرب الغرناطي وفن الملحون" بمشاركة عدد من الباحثين والموسيقيين الذين وقفوا عند العلاقة مع فن غنائي يمزج بين فنون العيطة الشعبي والأندلسي الغرناطي ويتخذ من اللهجة العامية أداة له، ومن مضامين اللغة الفصحى بشعرها ونثرها مادته التي تتلون مواضيعها بألوان التوسلات الإلهية والمدائح النبوية والربيعيات والعشق والهجاء والرثاء.

يندرج المهرجان في سياق السياسة الثقافية التي تنهجها وزارة الثقافة المغربية، وتهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي والفني وحمايته بمختلف آليات الحفظ والصون، بحسب بيان المنظّمين الذي أشار إلى أن الدورة الحالية تأتي تحت شعار "المتوسط يشدو أنغام غرناطة".

وأوضح البيان نفسه أن الاهتمام بالطرب الغرناطي كفرع من الموسيقى المغربية التراثية، يأتي كجزء من الاحتفاء به من أجل تقريبه للناشئة والاهتمام بتعليمه في تظاهرات تجمع بين العروض الموسيقية واللقاءات الفكرية، وتشارك فيها فرق محترفة من ضفتي البحر الأبيض المتوسط إلى جانب الفرق المحلية.

وتوزعت الفعاليات بين مدن وجدة وجرادة والسعيدية في الشمال المغربي، وكُرم في الافتتاح كلّ من الفنانين: أحمد بيرو ومنصور بلعري وبهاء الروندا، حيث شاركت فرق مثل "فرقة المعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي"، و"السلام لقدامى الطرب الغرناطي"، و"نسيم الأندلس"، و"ابن الخطيب للثقافة والفن الأصلي"، و"أحباب الشيخ صالح"، و"الموصلية".

إلى جانب "فرقة المالوف التونسية"، و"خلود النسوية"، و"الجمعية الأندلسية للطرب والمسرح والآداب"، و"جوق الرباط للطرب الغرناطي"، و"رياض غرناطة للطرب الأصيل"، و"ورشة للطرب الغرناطي"، وغيرها.
 

المساهمون