"مهرجان آردين": موسيقى المرأة الموريتانية

26 ديسمبر 2021
(من دورة سابقة)
+ الخط -

في عام 2017، انطلقت الدورة الأولى من "مهرجان آردين" في نواكشوط الذي حمل اسم واحدة من أشهر الآلات الموسيقية التقليدية في البلاد، ولا تزال الذاكرة الشعبية تحتفظ بألحان وعتها النساء، وخاصة باستخدام هذه الآلة، تمتزج موسيقاها بمؤثرات أفريقية وعربية وصنهاجية وأندلسية.

وتتكون هذه الآلة من قدح كبير يُصنع من الخشب، وتركّب به عصا طويلة أفقية، ويُقسم القدح إلى نصفين، ثم تُشَد الأوتار الثمانية بين العود والقدح من طريق مفاتيح تُرَكّب بالعمود لضبط الصوت والتنقل بين المقامات، ويغطّى القدح الدائري بالجلد ليستخدم كطبل، فتغني الفنانة وتعزف الأوتار وتضرب الدف في ذات الوقت.

انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان مساء أول أمس الجمعة في العاصمة الموريتانية، وتتواصل حتى اليوم بمشاركة عدد من الفنانات، سواء من المدن الساحلية أو الصحراوية، إذ إنها آلة انتشرت في سياقات ثقافية واجتماعية مختلفة.

يقام على هامش الدورة الحالية معرض يوثّق تاريخ آردين التي تعود بدايات العزف عليها إلى مئات السنين، كذلك تعرض نماذج منها ما زالت تصنّع من قبل نساء حفظن تراثها أيضاً من خلال تدريب أجيال جديدة على صنعها والعزف عليها، ويطلق عليهن "إيكاون"، أي الفنانات، ولا يحقّ لأحد من خارج هذه الفئة تعلّم هذا الفن، إلى جانب عرض صناعات تقليدية وزخارف ومنسوجات.

وشهد المهرجان الذي يحتضنه "المتحف الوطني"، لأول مرة، عروضاً على آلات شعبية أخرى، منها "النيفارة" التي تواجه خطر الاندثار، وهي آلة نفخ موسيقية كالمزمار، تُصنع من عصا طولها متر تقريباً مجوفة إلى نصفها وفيها ثقوب، يمسكها العازف وينفخ فيها مصدراً أصواتاً وهو ينقر الثقوب بأصابعه، وهي ترتبط بذاكرة الرعي أساساً، وكذلك آلة تيدينيت التي تتكوّن من ستّة أوتار وتنتشر في الأرياف الموريتانية ويمكن عزف أجزاء دقيقة من النغمة الموسيقية عليها.

وعُقدت في يوم الافتتاح ندوة علمية حول الآلات الموسيقية التقليدية بين خطر الاندثار وتحدي العصرنة، واشتملت مداخلات حول آلة آردين التي يمكن أن تعزف عليها كل بحور الموسيقى والمقامات المعروفة، وهو ما جعلها تسمى محلياً "جمع آنكار".

من أبرز عازفات الآردين في موريتانيا، فرحة بنت بوبه جدو، التي تشارك في الدورة الحالية، بالإضافة إلى الطاهرة منت حمبارة، ومنى دندنّي، وحورية منت النانة، واشتهرت أيضاً الراحلة ديمي منت آب (1958 – 2011).
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون