"منتدى المسرح الاجتماعي": أفق أفريقي

06 يوليو 2022
(من عروض "المنتدى" في دورته الأولى)
+ الخط -

قليلاً ما يجري الاهتمام عربياً بالبُعد الاجتماعي في المسرح، حيث يُنظَر غالباً إلى هذا الجانب بشيء من الاستعلاء، باعتبار أنّه يُقلّل من فنّية العملية المسرحية. لكنّ ذلك لم يمنع من ظهور تجارب في هذا السياق خلال السنوات الأخيرة، بعضُها يتعلّق بمسرح الشارع، أو بتقديم العروض في المؤسّسات العقابية بإشراك نزلائها، أو بالعروض الأدائية التي تعتمد على تجارب شخصية، كالحروب واللجوء، وعادةً ما يكتبها أو يؤدّيها أصحابُها أنفسُهم.

هذا الجانب هو محور "المنتدى الأفريقي للمسرح الاجتماعي" الذي أُقيمت دورته الأُولى في مدينة الدار البيضاء المغربية، على مدار خمسة أيام، تحت شعار "المسرح والمجتمع".

افتُتحت التظاهُرة الخميس الماضي واختتمت أوّل أمس الاثنين بتنظيم من "جمعية كورارة للفنون والثقافات" من المغرب، وبمشاركة كلّ من جمعية "فنّانون ناشطون" من تونس، و"مؤسّسة المدينة للفنون الأدائية والرقمية" من مصر، إلى جانب جمعيات ومؤسّسات ثقافية أُخرى من السنغال وموريتانيا وبوركينافاسو.

وهدفت التظاهُرة، التي تندرج ضمن "المنتدى الأفريقي للمسرح الاجتماعي" الذي أُطلِق في المغرب عام 2017 ويضمّ ممثّلين لستّة بلدان أفريقية، إلى "خلق فضاء لتبادُل الخبرات بين مختلف المنظّمات الأفريقية التي تستخدم المسرح كأداة للتنمية الاجتماعية"، و"خلق شبكة فنّية متضامنة تعمل على نشر المسرح الاجتماعي كأداة للتعبير في الفضاء العام، وتنمية المهارات الفنّية، وتشجيع التشبيك والتبادل الثقافي والفنّي على الصعيد القاري"، وفق بيانٍ للمنظّمين.

وقال حسني المخلص، المدير الفنّي لمشروع "المنتدى الأفريقي للمسرح الاجتماعي"، ومدير "جمعية كورارة للفنون والثقافات"، في تصريحات صحافية، إنّ المنتدى يأتي كنتيجة لمجموعة من اللقاءات الثنائية التي انتهت إلى التفكير في طريقة لتجميع مختلف التجارب في هذه البلدان، من خلال مشروع موحَّد، بدل الاشتغال أحادي الجانب"، مضيفاً أنّ الهدف منه يتمثّل بـ "خلق إطار تنظيمي، على شكل فيدرالية للمسرح الاجتماعي الأفريقي، لتوحيد الجهود للاستثمار في المسرح الاجتماعي وتنميته".

من جانبه، قال محمدو ديول، المدير الفني لـ"مهرجان كادو ياراخ لمسرح المنتدى" في السنغال، إنّ المسرح الاجتماعي هو النوع المسرحي الأكثر انتشاراً في أفريقيا، مضيفاً أنّ من شأن تأسيس "فيدرالية للمسرح الاجتماعي"، على المستوى الأفريقي، "خلق فضاء للنقاش والتبادل حول تجربة المسرح الاجتماعي في كلّ بلد، وتثمين وتطوير هذا النوع المسرحي".

المنتدى الأفريقي للمسرح الاجتماعي - القسم الثقافي
(جانب من أشغال المنتدى)

تناول المنتدى، في دورته الأُولى، ثلاثة محاور أساسية، هي: البحث العلمي والأكاديمي في مجال المسرح الاجتماعي، والنشر وتدريب الشباب في هذا الحقل، والإبداع الجماعي من خلال تقديم عروض مسرحية أُنجزت ضمن إقامة فنّية جمعت مسرحيّين من المغرب وتونس ومصر.

وتضمّنت الدورة لقاءات وموائد مستديرة قُدّمت خلالها عدّة مداخلات، من بينها ورقة بعنوان "المسرح الاجتماعي: تأصيل المفهوم ورهانات الاشتغال" لمحمد أعراب، و"التجربة المغربية في المسرح الاجتماعي" لعدنان نصري، إضافةً إلى ورشات تدريبية حول "التدخُّل العاجل باستعمال مسرح المنتدى" من تأطير المسرحي التونسي أيوب الجوادي، و"التصنيع الحرفي للممثل" من تأطير المسرحي السنغالي محمدو ديول، و"سيكولوجية الممثل" من تأطير المسرحي الموريتاني أمادو كاكو.

ومن العروض التي قُدّمت ضمن "المنتدى" مسرحيتا "احتراق" و"حكاية النيوفة" لحسني المخلص، و"طار الفريخ" لسامي سعد الله.

المساهمون