شمال دلتا النيل، تقع بحيرة البُرلس التي لا يفصلها عن البحر المتوسّط سوى برزخ صغير، ليعطي البحيرة التي تقدّر مساحتها بـ 120 ألف فداناً، ميزة طبيعية نادرة، الأمر الذي جعلها محطّة لتصميم وتأهيل المراكب التي ارتبط اسمُها ووظيفتها بمدينة البرلس الواقعة في محافظة كفر الشيخ، وبحياة أهلها اليومية.
منذ تسع سنوات، أطلق التشكيلي عبد الوهاب عبد المحسن (1951) تظاهرة فنّية في المدينة، تقوم فكرتها على تحويل المراكب من أدوات اجتماعية على علاقة بتحصيل الرزق والقوت اليومي فقط، إلى أعمال فنّية متناثرة في متحف طبيعي مفتوح يخرج بفكرة العَرض من بين الجدران إلى المساحات التي تتقاطع فيها الشوارع بالشطآن.
التظاهرة، التي تحمل اسم "ملتقى البرلس الدولي للرسم على الحوائط والمراكب"، تنطلق في دورتها التاسعة مطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وتستمرّ حتّى 14 منه، وتتضمّن مجموعة أنشطة فنّية وبيئية واجتماعية.
في العامين الماضيين، توقّف الملتقى عن الانعقاد الحضوري بفعل جائحة كورونا التي أجبرت المنظّمين على تقليص أنشطته، وعقد بعضها بشكل افتراضي. أمّا في دورة هذا العام، فتعود الفعاليات لتُعقد حضورياً بمشاركة 25 فنّاناً من مصر وإيطاليا والهند وصربيا وتونس والأردن والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية والنرويج وبولندا.
لا تقتصر أنشطة الملتقى على الفنّانين فحسب، بل تتعداهم إلى شرائح شعبية مختلفة، كما خُصّص برنامج لذوي الإعاقات، وآخر للأطفال، بغاية تحقيق أكبر مشاركة وتفاعل لا بين الفنانين فقط، إنّما بين الفنّانين والجمهور أيضاً.
على مستوى آخر، بات الملتقى علامة من علامات المدينة في السنوات الماضية، فعدا عن كونه يفتح آفاقاً فنّية مختلفة، إلّا أنّه أيضاً يُحرّك العَجَلة الاقتصادية في قطاعات أُخرى، من خلال الأنشطة المرتبطة به، إذ يُشار أنّ المراكب المُزيّنة سيُباع بعضها بعد انتهاء التظاهرة، ليعود الريع إلى تنمية المدينة، وبعضها الآخر سيعرض في معارض مخصّصة بالقاهرة.