"معرفة الصورة": أن نفكّر وأن نتخيّل

09 يوليو 2021
سيرغيه إيزنشتاين
+ الخط -

صعود الفنون البصرية في الثقافة العربية أمر لم يعد يدعو إلى تشكيك، فقد وجدت الفنون التشكيلية مكانتها رسمياً وجماهيرياً، وباتت السينما تحرّك شرائح واسعة من مخرجين وممثلين ومنتجين وكذلك الأمر بالنسبة للمسرح وفنون الأداء الجسدي.

لكن هل يقف وراء كل ذلك سندٌ فكري؟ هنا تبدو المسألة مختلفة، حيث تغيب المتابعة النقدية المنتظمة والمتأنية فما بالك بالبحث التنظيري، وإن ظهرت بعض الجهود في هذا السياق ومنها كتاب "معرفة الصورة: في الفكر البصري، المُتخيَّل، السينما" الصادر مؤخراً عن "المركز الثقافي للكتاب" للباحث المغربي محمد نور الدين أفاية.

يستكمل هذا الكتاب جهداً بدأه أفاية في عمل بعنوان "الصورة والمعنى: السينما والتفكير بالفعل" الصادر في 2019 وفي كلا العملين يعتمد على جهاز مفاهيمي أهم عناصره هي الإدراك والفكر البصري ومفعولات المتخيل ونظريات التلقي وإنتاج المعنى.

الصورة
معرفة الصورة

 

يتضمّن الكتاب الجديد قسمين وأربعة فصول. في الفصل الأول من القسم الأول يتعرّض المؤلف إلى موضوعات الصورة والمسألة البصرية، وفي الفصل الثاني يتناول إشكالية الصورة مُبرزًا معانيها ومفارقاتها ومُحدداتها وتفاعلات من يتلقاها. 

أما في القسم الثاني للكتاب فقد ذهب أفاية بالدرس إلى المحاولات الأولى للتفكير في السينما فلسفيًا، فعاد المؤلف إلى مدوّنات هنري برغسون وموريس ميرلوبونتي وسيرغيه إيزنشتاين وأندريه بازان، وقد أشار المؤلف في نهاية عمله إلى أنه سيخصّص عملاً مستقلاً لدراسة انشغالات المفكرين بالسينما.

المساهمون