"معرض المطبوعات المغربية": منذ عام 1864

25 ابريل 2022
(المكتبة الوطنية في الرباط)
+ الخط -

في عام 1864، اقتنى القاضي المغربي محمد الطيب بن محمد الروداني من مدينة تارودانت مطبعةً من مصر أثناء رحلته للحج وأدخلها إلى المغرب ومعه فنيّ يدعى محمد القياني، ليبدأ تشغيلها في مكناس، وبعد مدة انتقل إلى فاس، لتنطلق في ما بعد مطابع حجرية أخرى بمبادرات من السلطات نفسها أو من بعض الأفراد.

ومنذ ذلك الوقت، بدأ تدوين العديد من المولّفات في حقول معرفية متعدّدة، وفي مقدمتها الحديث والفقه والتصوف، بعدما كانت تصل جميعها من الخارج، وكانت النخب المغربية تصدر كتبها في مطابع مصر وأوروبا، وازداد عدد المصنفات تدريجياً حتى مطلع القرن الماضي.

ينطلق عند التاسعة من مساء اليوم الإثنين في "المكتبة الوطنية للمملكة المغربية" بالرباط معرض للمطبوعات المغربية منذ عام 1864 وصولاً إلى الاستقلال، بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي أقرته "اليونسكو" في الثالث والعشرين من نيسان/ إبريل من كلّ عام.

المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، يحتوي "على عناوين نادرة من أقدم المطبوعات بالمغرب، تؤرخ لبدايات الطباعة الحجرية في المغرب التي يعود الفضل في وجودها إلى قاضي تارودانت، محمد بن الطيب الروداني"، بحسب بيان المنظّمين.

يضيء المعرض علاقة المغرب بالطباعة والنشر، من خلال عناوين وكتب ومجلات تم طبعها في عدة مدن مغربية خلال ما يقارب مئة عام، كما يتيح التعرف إلى نماذج نادرة منها: "الشمائل المحمدية لمحمد بنعيسى الترمذي"، و"شرح تحفة الحكام للقاضي أبو بكر محمد بن محمد بن عاصم الأندلسي" لمحمد التاودي بن سودة الفاسي، أو "كتاب تحرير الأصول لأوقليدس" لنصر الدين محمد بن محمد الطوسي.

ومن ضمن النماذج النادرة المعروضة أيضا "دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر" لمحمد بن علي بن عسكر، و"القانون في أحكام العالم وأحكام المتعلم" للحسن بنمسعود اليوسي، و"الأنيس المطرب فيمن لقيه مؤلفه من أدباء المغرب" لمحمد بن الطيب العلمي، وغيرها من المطبوعات التي ازدهر نشرها خلال فترة الاستعمار الفرنسي (1912-1956).

كما سيكون المعرض فرصة للاطلاع على نماذج من المجلات الأولى الصادرة في المغرب باللغة العربية واللغات الأجنبية منذ سنة 1904 إلى بداية الاستقلال.
 

المساهمون