"معرض القاهرة للكتاب”: إقبال ضعيف رغم الدعم الرسمي

01 فبراير 2022
(من الدورة الحالية)
+ الخط -

تشهد الدورة الثالثة والخمسون من "معرض القاهرة الدولي للكتاب" التي تُختتم في السابع من الشهر الجاري، إقبالاً ضعيفاً من قبل الجمهور ما يتسبّب في تراجع المبيعات، رغم الدعم المادي واللوجستي الذي وفرته الدولة المصرية.

الإقبال المحدود على فعاليات المعرض، تمكن ملاحظته ببساطة عند مقارنته بأعداد زواره في السنوات الماضية، لكن ما ضاعف الأمر هذا العام تزامنه مع طقس شتوي ماطر في العاصمة المصرية، حيث تقام التظاهرة في ساحة أرض المعارض الجديدة بالتجمع الخامس شرقي القاهرة، وكذلك مع عقد امتحانات عدد من الصفوف الدراسية المدرسية والجامعية، بالإضافة إلى ارتفاع حالات الإصابة بمتحورات فيروس "كوفيد-19" الجديدة.

سبب آخر تمثّل في اشتراط الممثلين تسجيل الرقم القومي "الهوية المصرية" على تذكرة الدخول قبل طباعتها ما استلزم وقتاً طويلاً، مع تأكيد عدد من الزوّار حدوث تحايل لاحقاً من خلال طباعة التذاكر مباشرة بتدوين رقم قومي ثابت في جميع التذاكر المطبوعة تفاديًا للزحام.

وأكّد أحد المسؤولين في المعرض، وعضو لجنته العليا، أن الدورة الحالية تشهد إقبالاً محدوداً، زاد فقط يوم الجمعة الماضي، حيث زار المعرض نحو ألفي زائر، وهو عدد قليل جدًا مقارنة بالدورة السابقة التي شهدت نحو نصف مليون زائر على امتداد أيامه.

يتزامن المعرض مع طقس شتوي ماطر في القاهرة وارتفاع حالات الإصابة بكورونا

وأضاف المصدر المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الدولة تدعم المعرض هذا العام بنحو أربعين مليون جنيه مصري، وأن اللجنة العليا للمعرض، خفضت قيمة تأجير ساحاته لدور النشر المصرية والعربية هذا العام لأقل من النصف.

وكان تأجير المتر الواحد يقدّر بنحو خمسة آلاف جنيه مصري في السنوات السابقة، بينما انخفض هذا العام إلى ألف وثمانمائة جنيه مصري لدار النشر المصرية، ومائتي دولار أميركي لدور النشر العربية. وتتحدد مساحات التأجير لعدد الكتب والمطبوعات التي تعرضها دار النشر سواءً المصرية منها والعربية.

في السياق نفسه، أعلنت "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" قبل يومين، أن إدارة المعرض أرغمتها على غلق جناحها ومغادرة ساحات المعرض اعتباراً من الجمعة الماضي.

وفسّر المصدر المسؤول ما حدث بقوله إن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" لم تكن مستأجرة في الأصل، بل إن المساحة التي استغلتها هي في الأصل مخصصة لـ"دار جنة الأطفال" السورية، التي استأجرت مساحة تسعة أمتار، لكنها تعثرت في شحن الكتب المخصصة للعرض نظرًا للأوضاع والظروف السياسية في سورية، واحتياج دار النشر لشحن كتبها عن طريق الدول المتاخمة، وما حدث أن الشبكة العربية اتفقت من الباطن مع "دار جنة" على حيازة المساحة وعرض إصداراتها بالوكالة.

وأكد أن إدارة المعرض رفضت توكيل الشبكة العربية للعرض مكان "دار جنة" نظرًا لأن مساحة التسعة أمتار لا تتيح لأية دار حيازة توكيل وفقاً للقواعد الموضحة في كراسة الشروط.

يُذكر أن الدورة الحالية تنظّم تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، وتعد أحد أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم حيث يشارك فيها 1063 ناشراً مصرياً ومن مختلف أنحاء العالم، وتوكيلاً من إحدى وخمسين دولة، وتحلّ اليونان ضيف شرف.

وتشهد التظاهرة إطلاق مشروع الكتاب الرقمي في "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، الذي يبدأ بـ“موسوعة مصر القديمة” لعالم الآثار سليم حسن (1893 – 1961)، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتي "ما" و"رؤية"، واستخدمت لأول مرة في تاريخ المعرض أحدث أساليب التطور التكنولوجي، حيث تظهر صورة الروائي الراحل يحيى حقي؛ شخصية المعرض، بتقنية الهولوغرام في عرض تفاعلي مع الجمهور، من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن لروّاد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الكاتب الراحل عبد التواب يوسف؛ شخصية المعرض أيضاً، المجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات D 3. كما تشهد الدورة الحالية استحداث جائزة لأفضل ناشر عربي وزيادة قيمة جوائز المعرض.
 

المساهمون