"معرضُ الجزائر الدولي للكتاب" سيُنظَّم في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. هذا ما أعلنت عنه وزيرة الثقافة الجزائرية، مليكة بن دودة، أمس الإثنين على هامش إعادة افتتاح المقرّ السابق لـ"المكتبة الوطنية" بعد غلقٍ استمرّ ثلاث سنواتٍ بسبب أشغال الترميم.
وبحسب الوزيرة الجزائرية، فسيجري "تسطير برنامج ثقافي مُرافق وملتقيات دولية تمنح المعرض الأهمية والمكانة التي تليق به كـ حدث ثقافي دولي كبير".
وكشفت الوزيرة عن تمديد فترة التظاهُرة التي جرت العادة أن تُقام على مدار عشرة أيام، وهو قرارٌ أثار العديد مِن التساؤلات. في هذا السياق، وصفت الصحافية المهتمّة بالشأن الثقافي، زهية منصر، في منشورٍ على صفحتها في فيسبوك القرار بالارتجالي وغير المدروس، مُعتبرةً أنَّ تمديد فترة المعرض "يعني أتعاباً إضافية للناشرين في وقت تعاني صناعة الكتاب من تبعات الإغلاق بسبب جائحة كورونا"، متسائلةً: "هل استشارت بن دودة المهنيّين قبل اتخاذ هذا القرار؟".
إضافةً إلى ذلك، يبدو الإعلان عن عودة المعرض، في حدّ ذاته، متعجّلاً، بالنظر إلى أنَّ المؤشّرات المتوفّرة حول الوضع الوبائي لا تُفيد بانحسار الجائحة أو اختفائها تماماً بعد سبعة أشهر من اليوم، وهو أمرٌ قد يضطرُّ الوزارة إلى إعلان التأجيل مُجّدَداً.
وكانت الدورة الرابعة والعشرون من المعرض قد أُقيمت في 2019 بمشاركة قرابة ألف دار نشر من 36 بلداً، من بينها قرابة 300 دار نشر جزائرية، كما سجّلت حضور أكثر من مليون زائر، في حين بُرمجت الدورة الخامسة والعشرون في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، لكن جرى إلغاؤها بسبب الظروف المرتبطة بالوباء.
وكبديل لما يُعدّ التظاهرة الثقافية الأكبر في البلاد، أعلنت وزارة الثقافة في آب/ أغسطس الماضي عن إقامة دورة افتراضية من المعرض، غير أنّها لم تفعل ذلك، في حين برزت بعض المبادرات المستقلّة التي حاولت سد الفراغ القائم؛ مِن بينها "معرض الجزائر تقرأ" الافتراضي الذي أقامته دار "الجزائر تقرأ" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ومع بدء تخفيف الإجراءات الاحترازية التي تهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجدّ، أقامت "المنظّمة الوطنية لناشري الكتب"، بين الحادي عشر والعشرين من الشهر الماضي، الدورة الأولى من "صالون الجزائر للكتاب"، بمشاركة قرابة مئتَي دار نشر جزائرية. غير أنَّ التظاهرة سجّلت إقبالاً ضعيفاً من الزوّار.