أطلق "غاليري المرخية" بالدوحة في أيلول/ سبتمبر الماضي، معرض "معالجات" الذي شارك فيه خمسة من الفنانين القطريين والمقيمين في قطر، هم عبد العزيز يوسف، وبشير محمد، ومريم السميط و نوار المطلق، وفاجو، ثم افتتح جزء ثان من المعرض في تشرين الثاني/ نوفمبر ضم أعمالاً لـ جميلة الأنصاري، وسالم مذكور، وضحى السليطي، وهيثم الحمد، ثم أتبعه جزء ثالث في كانون الثاني/ يناير الماضي بمشاركة أحمد الجفيري وفاطمة محمد ومبارك آل ثاني ومنى البدر.
يُفتتح الأربعاء المقبل، الرابع والعشرون من الشهر الجاري، الجزء الرابع من "معالجات" في "المؤسسة العامة للحي الثقافي" (كتارا) بالعاصمة القطرية ويتواصل حتى الحادي والعشرين من أيار/ مايو المقبل، بمشاركة كلّ من أحمد نوح، والعنود البوعينين، وحسان مناصرة، وريم البحراني.
ويعكس المعرض "استلهام الفنانين لقضايا الواقع والانفتاح على عمقهم الإنساني في امتداداته الجغرافية والأسلوبية، وينقسم إلى أقسام يضم كل واحد منها مجموعة من الأعمال ذات خصوصية من حيث المضمون والتقنيات"، بحسب بيان المنظّمين.
يقدّم نوح أعمالا تجريدية ضمن تجريبه المستمر لخامات وتقنيات متنوّعة، مستفيداً من التراث الذي يوظّف عناصره في اللوحة مثل السمكة والبحر والنقوش والخط العربي، ويبرز تداخل الأزمنة في الحياة المعاصرة، حيث يشارك بأربعة أعمال نفّذها بمواد مختلطة تمثل قصة "كليلة ودمنة"، وتدور ثيمتها الأساسية حول القراءة والمعرفة.
ويذهب مناصرة في تجربته إلى تسجيل يوميات وسلوكيات قد تكون غاية في البساطة، في شكلها ومظهرها، مثل الابتسام عندما نتذكّر شيئاً ما، أو النظر إلى السيارات من النوافذ، أو دندنة الموسيقى، أو حتى مجرّد النظر في نقطة ما في الفراغ، ثم محاولة استخراج ما بداخل هذه السلوكيات من طاقة تعبيرية والخوض فيها كسلوك إنساني فائق التعقيد، ومكوّن أساسي يميّزنا كبشر عن الآلات أو قطع الأثاث.
ويبحث الفنان في العلاقة بين البشر والعالم والعلاقات التي تربطهم في ما بينهم، والتي تكشف في هذه الأفعال العابرة عما هو أعمق في دواخلنا الإنسانية. وفي هذه المنطقة، يقارب جميع أعماله التي ينفّذها بتقنيات عديدة، مثل الرصاص والطباعة والنحت والرسم.
إلى جانب أعمال العنود بو العيين التي تمتلك خبرة في الفنون البصرية وأشرفت على العديد من المعارض التي نُظمت في الدوحة خلال السنوات الماضية، وكذلك ريم البحراني التي تقدّم تصورات فنية تشتبك مع الواقع وحركة الناس في المجتمع.