تهتمّ "هيئة متاحف قطر" في العديد من فعالياتها وأنشطتها باستشكاف معنى الفن ودوره في المجالات "غير الفنية"، بهدف إعادة تعريف الفن وإعادة التفكير فيه في المجال العام وجماهيره، ودوره في التوسّط في الحوار، وتغيير التصوّرات عن المكان.
في هذا السياق، أطلقت الهيئة منذ أيام "مسابقة الفن العام" لهذا العام من خلال دعوة الطلّاب إلى تقديم مقترحات حول أعمال يتم إنشاؤها باستخدام مواد معاد تدويرها، وذلك تطبيقاً لسياسة المتاحف المستدامة "لا نفايات". وسيُعرض العمل التركيبي بشكل مؤقت في أماكن عامة في الدوحة.
ويشترط أن يكون المشاركون مسجّلين حالياً في إحدى الجامعات أو الكليات في قطر، أو من الخريجين الذين أتمّوا دراستهم خلال العامين الماضيين، وسيتم منحهم ما يصل إلى 25 ألف ريال قطري لتحويل مفهومهم إلى واقع بحلول شهر كانون الأول/ ديسمبر 2021.
دعت المتاحف إلى تقديم مقترحات حول أعمال يتم إنشاؤها باستخدام مواد معاد تدويرها
وتركّز المسابقة على التفكير في المواد التي يستخدمها الطلبة، حيث ينبغي أن تكون المواد المستخدمة لإنشاء المنحوتات موجودة في حياتنا اليومية، أما موضوع العمل نفسه فهو مفتوح، ويجب على الطلاب التفكير في المغزى من وراء إعادة تدوير أو استخدام مواد تم استعمالها.
ويشير بيان المنظّمين إلى أنه "يجب على الطلاب التفكير في اختيار المواد ومتانتها، وأعمال الأساس، والمصنّعين، وطرق التركيب عند الانتهاء من اقتراح عمل الفن العام. وعلى الطلاب أيضاً الأخذ بعين الاعتبار طبيعة أعمال الفن العام التي تجعل الوصول إليها وتعرّضها للمس سهلاً.
وأن يتضمن الاقتراح المقدّم سيرة الطالب، ومفهوم العمل، ورسما أو صورة غرافيكية للمقترح، وماهية المواد المستخدمة، والكلفة التقديرية للعمل، وطريقة التصنيع، ومعايير الاختيار. ويجب على الطالب اقتراح فكرة باستخدام المواد المعاد تدويرها فقط، وأن يقدّمها في مدّة أقصاها الخامس من الشهر المقبل.
وخلال الفترة الممتدة بين أيلول/ سبتمبر وكانون الأول/ ديسمير المقبلين، ستعقد عدّة ورش عمل من أجل تطوير المشاريع المشاركة، يقدّمها فنانون محليون بارزون اشتهروا باستخدام المواد المعاد تدويرها، لمساعدة الطلاب على اكتساب فهم أفضل لكيفية إعادة استخدام المواد المختلفة وتنوّع الأعمال الفنية المعاد تدويرها، لتعرض الأعمال النهائية في معرض ينظّم في كانون الثاني/ يناير 2022 ويتواصل لشهرين.
وأوضحت المتاحف أن الأعمال المشاركة سوف يتم عرضها بشكل مؤقت في أماكن عامة في الدوحة، وهي خطوة تندرج ضمن برامج الفن العام التي تسعى من خلالها إلى نشر الثقافة على نطاق واسع في شوارع العاصمة القطرية، وكذلك أخذ الفن إلى خارج جدران المتاحف.