يمثّل المالوف أحد أبرز الفنون الموسيقية التراثية في شمال أفريقيا الذي دخله مع استقرار الأندلسيين الفارّين من إسبانيا، ومن ثمّ بدأ يعرف تلوينات مختلفة من ليبيا إلى المغرب، بل إنه يمكن تسجيل فوارق أسلوبية بين المالوف الذي يُقَدَّم في مدن من نفس البلد، كما هو الحال بين مالوف تونس العاصمة، ومالوف تستور، ومالوف صفاقس.
يحاول "مهرجان مالوف المدينة" أن يضيء هذا التنوّع، وهو تظاهرة حديثة أطلقتها "مدينة الثقافة" في تونس العاصمة، وتحتضن عروضها لهذا العام، التي تنطلق مساء اليوم الأربعاء.
يذكر أن المهرجان قد جاء في الأصل ضمن تصوّر محلّي يهدف إلى تقديم المالوف باعتباره أحد أبرز الأنماط الموسيقية التقليدية في تونس، لكنّ دورة هذا العام تشهد إضافة البعد المغاربي، وهو ما أُدرج ضمن العنوان فصار "مهرجان مالوف المدينة المغاربي".
بحسب التقديم الذي نشره منظّمو التظاهرة، فإن الهدف من هذه الخطوة هو البحث عن "إبراز ثراء الموسيقى المغاربية التقليدية في شموليتها، حيث تتّخذ هذه الدورة بُعداً مغاربياً بالنظر إلى الجذور التاريخية التي تنهل منها الموسيقى التونسية التقليدية بمشاركة فرق من ليبيا والمغرب والجزائر وتونس".
عرض الافتتاح سيكون بعنوان "الششتري" لفرقة "بيت المالوف"، يليه عرض "زمان الانشراح" الذي تقدّمه "فرقة السرايا" من ليبيا، فعرض "أندلسيات عثمانية" لـ"جوق محمد العثماني" من المغرب.
ومن الجزائر، تشارك "جمعية مقام" بعرض عنوانه "قسنطينة تغني"، وتقدّم فرقة "أوتار مدينة صفاقس" عرض "مدار الطبوع"، ويقترح "المعهد الرشيدي" عرضاً بعنوان "شارع الحب"، أمّا العرض الختامي فيقدّمه الفنان التونسي زياد غرسة.