"قاموس الشعرية": كي لا تكون التعريفات قيداً

16 مايو 2021
محمد إحسائي / إيران
+ الخط -

يمثّل مفهوم الشعرية أحد أكثر المفاهيم الأدبية إشكالية، حيث لا يتّفق المشتغلون عليه على دلالة موحّدة له، من أرسطو في العصور القديمة إلى تزفيتان تودوروف وفنسان جوف حديثاً. وإضافة إلى ذلك، بات المفهوم يستدعي جملة من المجالات المتعدّدة، متجاوزاً الأدب ونظرياته، فبات الباحثون يتحدّثون عن شعرية الأعمال الفكرية وعن شعرية أبعد من النصّ في الموسيقى والمسرح وغير ذلك.

أنتج احتكاك مفهوم الشعرية بقضايا وحقول متنوعة طيفاً دلالياً واسعاً رصده كل من شانتال لابر وباتريس سولير في "قاموس الشعرية"، والذي صدرت نسخته العربية حديثاً عن "دار الرافدين" بترجمة لطفي السيد منصور عن الفرنسية.

صدر الكتاب لأوّل مرة في 2012، وهو يتضمّن قسمين: في الأوّل نجد عشرين مدخلاً  لتوضيح استعمالات مفهوم الشعرية لدى الفلاسفة والكتّاب والشعراء، من اليونانيين  القدامى إلى القرن العشرين، فيما يشمل القسم الثاني تعريفاً بالأنواع الإبداعية والفنية التي يمكن أن يقاربها مفهوم الشعرية.

قاموس لشعرية

نقرأ في كلمة الناشر أن "أصالة هذا القاموس تتمثّل في أنه ليس سجيناً لمعنى تقني باهت وضيّق للشعرية، وهو ما من شأنه أن يجنّبه منزلق رؤية مفهوم الشعرية وقد تحوّل إلى ميكانو، وذلك ما لم يكن عليه كتاب "عن الشعر" لأرسطو، بحسب إشارة يذكرها المؤلّفان في مقدمتهما".

ويضيف التقديم: "إن القاموس ليس مجرّد لفتة سطحية لعِلم ميت، حيث اهتمّ بتجنّب الدوغمائية كما اهتم بألّا تكون التعريفات قيداً، بل بمثابة وعد، وإنجازاً لرحلة علمية ولذيذة في آنٍ من خلال المرونة الأساسية واللانهائية للكلام".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون