"قافلة بين السينمائيات": طرابلس وِجهة أفلام صنعتها النساء

10 سبتمبر 2022
من أُمسية الافتتاح
+ الخط -

شهد "معرض رشيد كرامي الدولي" في طرابلس، شمالي لبنان، مهرجاناً موسيقياً حمل عنوان "المعرض" أُقيم الجمعة الماضي، وهدف المنظّمون من خلاله إلى إعادة خلق الفعاليات الفنّية، سواء في المدينة التي تعاني تهميشاً وضائقة اقتصادية، أو في المعرض ذاته؛ ذلك البناء المُتداعي الذي لا يُلتفَت إليه إلّا في أنشطة محدودة.

في السياق نفسه، انطلقت الأربعاء الماضي تظاهرة أُخرى، سينمائية هذه المرّة، على أرض المعرض، في محاولة لمواصلة مسعى المبادرة الأُولى، وتصويب الاهتمام أكثر إلى هذا الصرح العمراني.

احتضن فناء "البيت اللبناني"، وهو أحد أبنية "معرض رشيد كرامي الدولي"، الدورة الخامسة عشرة من مهرجان "قافلة بين سينمائيات" والذي عُرضَت فيه ثلاثة أفلام على مدار ثلاث ليالٍ هي مدّة التظاهرة التي اختُتمَت مساء أمس.

خُصّصت الأمسية الأولى لفيلم من توقيع المخرجة اللبنانية عنبر فارس، وحمل عنوان "أخوات السرعة"، وفيه تناولت حضور النساء الفلسطينيات في المجتمع، ودورهنّ في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من خلال قصّة الفريق النسائي لقيادة السيارات الموجود في الضفّة الغربية. والفيلم أقرب ما يكون إلى التوثيق، من حيث قدرته على تجسيد قصّة واقعية، ورصدها في الإطار الحياتي لصاحباتها.

أمّا الأمسية الثانية، فاحتفت بفيلم "على الحافة" للمغربية ليلى كيلاني. وعلى غرار الفيلم الأوّل تنطلق كاميرا كيلاني من فعل مركزي في حياة أربع نسوة وهو العمل، وتحدّيهنّ الظروف الشاقة التي تُحيط بهنّ منذ الصباح الباكر وحتّى الليل في مدينة طنجة المغربية، حيث يعملن في النسيج وتغليف القريدس. والعمل (110د) الذي يمكن تصنيفه بأنّه روائي طويل، تمكّن منذ إنتاجه عام 2011 أن يشدّ نظر النقّاد وينال عدداً من الجوائز.

الأمسية الأخيرة من التظاهرة، ليلة أمس، عُرِض فيها الفيلم الكوري "أن أصبح من كنتُ في الماضي" للمخرجة جين جيون، وهو عمل وثائقي أُنتجَ عام 2017، في حين استغرق تصويره قرابة ثماني سنوات، ويروي قصّة فتى بوذي مع معلّمه ورحلتهما في استكشاف حياة الفتى السابقة، الأمر الذي يتخلّله الكثير من المواقف الفلسفية والتساؤلات الوجودية.

الجدير بالذكر أنّ الأفلام من اختيار صاحبة "البطاقة البيضاء" لشهر أيلول/ سبتمبر في مبادرة "قافلة بين سينمائيات"، الباحثة السينمائية فيولا شفيق. ويُشار إلى أنّ المبادرة تأسّست عام 2008 و"تسعى إلى خلق شبكة دولية من صانعات الأفلام من مناطق مختلفة حول العالم، وهو ما يساهم في التقدّم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين والتعددية الثقافية".

المساهمون