"فاس الدولي للخط".. احتفاء بجماليات الكوفي

08 اغسطس 2022
عبد السلام الريحاني/ المغرب
+ الخط -

رغم أنّ نشوءه يرجع إلى 100 عام قبل تأسيس مدينة الكوفة في العام الثامن عشر للهجرة، إلّا أنّ الخط الكوفي، الذي يُعدّ من أقدم الخطوط العربية، انتشر وازدادت استخداماته خلال القرن الهجري الأوّل، مع تنامي حركة الكتابة وبدايات عصر التدوين باللغة العربية.

كذلك تتيح تفريعاته التي تُقارب الثلاثين نوعاً أن يتقولب هذا الخط بمرونة سواء مع التطلّعات الفنية التي ساير حركة تطوّرها منذ القِدم إلى اليوم، أو مع الوظيفة العملية والخصائص الإجرائية المباشرة للكتابة نفسها.

"موروث" عنوان الدورة السابعة من "مهرجان فاس الدولي لفن الخط العربي والزخرفة" التي انطلقت فعالياتُها أمس الأحد بتنظيم من "جمعية الكاميليون للفنون التشكيلية" وتستمرّ حتى يوم الخميس المُقبل بفضاء "مؤسسة النهضة التربوية". وتهدف التظاهرة حسب القائمين عليها إلى التعريف بالخط الكوفي الفاطمي حصراً، والنظر في جمالياته التي تفرّعت في أصناف مغربية شتّى منها: المُرابطي، والمريني، والعلوي.

افتُتحت أعمال الدورة بندوة قدّمها الخطاط محمد عبد الله فتيني من السعودية، وحملت عنوان "تقنيات الخط الكوفي الفاطمي"، وهي عبارة عن خمس حلقات تعقد يومياً طيلة أيام التظاهرة.

أظهرَ الحروفي في الحلقة الأولى ميّزات الخط الكوفي من حيث السماكة المطلوبة عند الرسم، وأي المسافات يجب أن تحكم الفراغ الفاصل بين الحروف والكلمات، إلى جانب الحديث عن الزخرفة التي تحيط بالحرف وتعطي العمَل بُعدَه التشكيلي، وهي بدورها لها تطوراتها حسب الحقبة التاريخية التي ظهرت فيها.

وتنتظم يوم غد الثلاثاء ورشتان الأولى حول "الخط الكوفي المرابطي" يقدّمها محمد أبو زيد، والثانية عن "الخط الكوفي المصحفي" لعبد الرحيم الزهيري. 

في حين تستكمل الأنشطة يومَي الأربعاء والخميس بورشات مختلفة فيتابع الحروفي محمد عبد الله فتيني البحث في تقنيات الخط الكوفي، في حين يقدّم جواد المصباحي وعبد الرحيم الزهيري ورشة بعنوان "الزخرفة: الطراز المغربي وأشكاله"، وورشة لعبد السلام الريحاني بعنوان "الخصائص التصميمية للنقوش والكتابة في العمارة المغربية". أمّا الختام فسيكون يوم الخميس مع عرض يحمل عنوان "حرف ونغم" لعبد الإله شبّوك.

المساهمون