"عيون الكلام": إشكالية تجديد الفن الملتزم

27 فبراير 2022
آمال الحمروني
+ الخط -

ضمن ندوة "الفن ذاكرة ثورة"، التي تُقام منذ أمس، في "مدينة الثقافة" بتونس العاصمة، تقدّم مجموعة "عيون الكلام" عرضاً موسيقياً، مساء اليوم الأحد، على خشبة "مسرح المبدعين الشبّان".

لم تكن المجموعة ضمن مشهد الحراك الفني الذي سمّي بـ"الأغنية الملتزمة" خلال ثمانينيات القرن الماضي، لكنها تبدو اليوم الامتداد الرئيسي لذلك الزخم. ولا غرابة في الأمر حين نعرف أن مؤسّسيْها، خميس البحري وآمال الحمروني، كانا من أبرز وجوه فرقة "البحث الموسيقي بقابس" التي يمكن اعتبارها التجربة الأنضج ضمن "الأغنية الملتزمة".

نجحت "البحث الموسيقي" في تحقيق قطيعة فنية واضحة مع السائد، وخصوصاً ما تروّجه الدولة عبر فضاءاتها الرسمية وعبر الإعلام، كما اختلفت عن بقية التجارب التي تعبّر عن نفس الطموح الفني، فبرزت لها أعمال مثل: "البسيسة" و"بشرفك قولي" و"هيلا هيلا يا مطر" و"لو الندى دمعة سكيبة"، وهي أغان لا يزال يطلبها الجمهور، وبالتالي تحضر في حفلات "عيون الكلام"، خصوصاً وأن صوت آمال الحمروني كان حاملها الرئيسي.

في التسعينيات، تفرّقت المجموعة لتظهر دعوة بإحيائها عام 2004، لكن اعتبارات شخصية - كثيراً ما تحفّظ أعضاء الفرقة عن ذكرها - أدّت إلى قطيعة نهائية. وفي هذا السياق ظهرت فرقة جديدة باسم "عيون الكلام" في 2005 جمعت بين خميس البحري وآمال الحمروني، ثم اندمج فيها عازفون ومؤدّون شبّان.

اجتهدت "عيون الكلام" في شقّ طريق خارج المشترك مع تراث "البحث الموسيقي"، فقدّمت محاولات مختلفة مثل "الباهية" و"نسج خيال" و"قمرة يا وقادة". نجح ذلك في تجديد جمهورها، لكن سحر أغاني الثمانينيات لا يزال يحجب الكثير من اجتهادات الحاضر.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون