ظهر "صالون القاهرة" كأولى الأنشطة الفنّية في مصر، والتي تلت تأسيس يوسف كمال "مدرسة الفنون الجميلة" عام 1905، والتي كانت، هي الأُخرى، الأولى من نوعها في البلاد. ومنذ تأسيس "الجمعية المصرية للفنون الجميلة" في العام 1924، انطلقت التظاهرةُ وباتت تُقام بشكلٍ سنوي، لتُصبح واحدةً من أبرز الفعاليات الفنّية السنوية في البلاد، وقد لعبت دوراً في رفد المشهد التشكيلي في مصر والإضاءة على أجيالٍ من الفنّانين التشكيليّين فيها.
في هذا العام، يصل "صالون القاهرة"، الذي تنظّمه وزارة الثقافة المصرية، إلى دورته التاسعة والخمسين. وتفسيرُ ذلك هو انقطاعُ إقامته مرّاتٍ كثيرة تُساوي تقريباً عدد المرّات التي أُقيم فيها خلال عمره الذي يمتدّ إلى قرابة قرن.
تنطلق الدورة الجديدة يوم الثلاثاء المقبل، الثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في "قصر الفنون" بساحة "دار الأوبرا المصرية" في القاهرة، وتستمرُّ حتى الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، تحت شعار "الأورا والهالة والفرادة في الفن المصري المعاصر".
يحضر في الدورة قرابة خمسةٍ وثمانين فنّاناً يُمثّلون أجيالاً وتيارات مختلفة في الفن التشكيلي المصري، ويقدّمون أعمالاً تتنوّع بين الرسم والتصوير والنحت والخزف والفيديو آرت والتجهيز في الفراغ والتصوير الفوتوغرافي.
وتُكرّم الدورةُ تسعة فنّانين مصريّين هم: أحمد عبدالوهاب، وعطيات السيد، جورج البهجوري، ومدحت نصر، وطارق زبادي، وعبد المنعم الحيوان، ومصطفى عبدالمعطي، ورباب نمر، وزينب السجيني.
تُظهر تلك الأرقام انخفاضاً في أعداد المشاركين بالمقارنة مع دورة العام الماضي، والتي عرفت مشاركة 228 بـ 286 عملاً فنّياً في مختلف مجالات الفنون التشكيلية.
ويرتبط ذلك بالإجراءات الاحترازية التي اتّخذتها السلطات المصرية لمواجهة وباء كورونا، ومن بينها إلغاءُ عددٍ غير قليل من الفعاليات الثقافية وإغلاق الفضاءات التي تستضيفُها؛ ومن بينها "قصر الفنون" الذي يُعدّ "صالون القاهرة" أوّل نشاطٍ ثقافي يستضيفه منذ شباط/ فبراير الماضي الذي استضاف خلاله فعاليات الدورة الواحدة والأربعين من "المعرض العام"، والذي أُقيم تحت شعار "دعوة للرومانسية".