"سين سؤال فه فهامة".. لغة العلوم الاجتماعية

30 أكتوبر 2022
من نشاط سابق بعنوان "متحف شبرا المفتوح"
+ الخط -

انطلقت العام الماضي في القاهرة مبادرة "سرد - أرشيف شبرا"، والتي تقوم على فكرة بناء أرشيف للأحياء الشعبية، سواء في العاصمة أو المدن المصرية الأُخرى، بحكم أنّ الأرشيف غالباً ما يُوجَّه صوب المراكز، إن كان في التاريخ أو الأعلام والشخصيات أو الأماكن، وقلّما يكون النصيب الشعبي أو الهامشي منه كبيراً.

وبهدف تحقيق تفاعُل أكبر مع التأريخ الشفوي، سعت المبادرة إلى إتاحة ما يتيسّر من الوثائق التاريخية، والأرشيفات الشخصية والعائلية للجمهور العام والمتخصّص، بشكلٍ تبادلي يعزّز المنفعة العامة للأرشيفات. لكن مع الوقت ظهرت مفارقة بين لغة الأدوات التحليلية ولغة الموضوعات الشفوية، عندها وُلد مشروع لقاءات "سين سؤال فه فهامة: مدخل عامّي إلى العلوم الاجتماعية".

عند الحادية عشرة من صباح يوم أمس السبت، عُقدت الجلسة الأولى من "سين سؤال فه فهامة"، في "مركز "أرشيف شبرا"، والتي تستمرّ بنفس الموعد الأسبوعي حتى 10 كانون الأول/ ديسمبر. سبعة لقاءات في سبعة أسابيع، يُقدّمها المُترجِم حسين الحاج بالاعتماد على دراسة سلسلة مقالات قصيرة عن أفكار فلسفية ونقدية بالعامّية المصرية، كتبها أستاذ الأنثربولوجيا في "جامعة أكسفورد" شهاب الخشاب، وتحملُ اسم "الفهامة".

يقدّم كلّ لقاء مقالة حول مفهوم معيّن عند فيلسوف أو ناقد ما في حقول متعدّدة من التاريخ والجغرافيا والاقتصاد وصولاً إلى الفنّ واللغة، وتحاول وضع اليد على السؤال الإشكالي الذي يطرحه مقال الفيلسوف أو الناقد، وكيفية قراءته ضمن توجّه شعبي مُحايث لما هو يومي وراهن، بعيداً عن الطرح النظري أو الأكاديمي الجاف.

وما يُميّز "الفهامة" هي أنّها اشتقّت تسميتها من آلة وهمية اخترعها الشاعر ورسّام الكاريكاتير صلاح جاهين (1930 - 1986) الذي وُلد في حيّ شبرا القاهري، وعُرف بأفكاره النقدية وحسّه الساخر، وخصوصية رسمه لهذه الآلة أنها جاءت في سياق تهكّمه على التراتبية الاجتماعية وما تولّده من أنظمة وطبقات.

يُشار إلى أنّ هذا المشروع هو من جملة مشاريع وكُتيّبات قدّمها مركز "سرد - أرشيف شبرا" منها: "سرديات الترام" وهو مشروع أرشفة المسارات المفقودة لترام القاهرة، و"مشروع توثيق الممارسات الترفيهية والاجتماعية" في حيّي شبرا وروض الفرج. تبقى مسألة طرح العلوم الاجتماعية بالعامية تستوعب الكثير من الإشكاليات، وإلى أي مدى يمكن أن تصل إليه مستقبلاً.

المساهمون