"سوسير ومُؤَوِّلوه": العودة إلى الأفكار الأولى

04 سبتمبر 2021
مقولة لدي سوسير في معلقة برونزية في جنيف
+ الخط -

لا يزال كتاب "دُروسٌ في اللسانيّات العامَّة" لعالم اللسانيات السويسري فردينان دي سوسير عملاً مفصلياً في تاريخ الفكر، لكنه يحتوي على عدة إشكاليات تتعلق بدقّته ووفائه إلى فكر مؤلّفه، ومن المعلوم أن هذا الأخير لم يشرف على نشر الكتاب، فقد صدر بعد رحيله وبجهود من تلامذته الذين كانوا ينقلون أفكاره خلال دروسه بداية القرن الماضي.

أنتج ذلك وضعية إشكالية حول كتاب محوري. إشكالية اشتغل عليها الباحث روي هاريس في كتابه "سوسير ومُؤَوِّلوه"، الذي صدرت نسخته العربية مؤخراً عن "دار الكتاب الجديد" بترجمة أحمد شاكر الكلابي.

نقرأ ضمن تقديم الكتاب الذي وضعه المفكّر اللساني بول كوبلي: "تَعَرَّضَ كتابُ فرديناند دو سوسير، خلال القرن الماضي، لسوء الفهم والتَّحريف والخطأ الواضح. ويضعُ هاريس الأُمورَ في نصابِها في كِتابِهِ هذا الذي يُعَدُّ أَفضلَ كتابٍ على الإطلاقِ في تراثِ سوسير (...) وينبغي أَن يقرأَهُ كلُّ مَن يُعنى بالتَّواصل وينبغي أَن يكون المحطَّةَ الأُولى بعد كتاب (دُروس) لكلِّ من لَهُ صِلَةٌ بتدريسِ أَفكارِ سوسير".

كتاب سوسير

وبشكل عام، يعد كتاب روي هاريس أوّل مشروع في إعادَة تقييم وتقويم تلقِّي أَفكارِ سوسير في العالَمِ الأَكاديميِّ في القرنِ العشرين، وهو عمل يكتسب أهمّيته من كون تُراث سوسير قد أَثَّرَ بعمقٍ في مختلف التَّطَوُّراتِ التي حدثَتْ في حقول متنوِّعةٍ كاللسانيّاتِ والأَنثروبولوجيا وعلمِ النَّفسِ والدِّراساتِ الأَدبيَّةِ. 

يُركِّزُ كلُّ فصلٍ مِن فُصولِ الكتابِ على أحد الأعلام الذين انشغلوا بتراثِ سوسير، مثل: لوي هلمسليف، ورومان ياكوبسن، وكلود ليفي ستراوس، ونعوم تشومسكي، ورولان بارت، وجاك دريدا، وبذلك فالعمل أقرب إلى موسوعة حول تلقي سوسير.

دلالات