"زقاق المدق": منظور معاصر للرواية نفسها

18 اغسطس 2021
(صورة أرشيفية لزقاق المدقّ في القاهرة)
+ الخط -

أصدر نجيب محفوظ رواية "زقاق المدق" عام 1947، ورأى العديد من النقّاد أنها تقدّم صورة مصغرة لانهيار أخلاقيات المجتمع المصري في الأربعينيات من القرن العشرين، خاصة في في أوساط الطبقتين الوسطى والدنيا، تأثراً بالحرب العالمية الثانية والأزمّات الناجمة عنها.

تحوّل العمل إلى المسرح سنة 1958 لأول مرة، وأخرجه كمال ياسين وشارك في التمثيل محمد رضا وعبد المنعم مدبولي وسهير رمزي، ليعيد تقديمها المخرج حسن عبد السلام مرة ثانية بعد نحو ربع، قرن دون التخلّي عن حبكتها الأساسية التي تجعل فتاة تعيش في ذلك الحيّ الشعبي تفكّر في الزواج من رجل ثري ينقذها من فقرها، لكن تنتهي بها الأمور لامتهان الدعارة والعيش بلا كرامة.

وظلّت المسرحية تجتذب المخرجين الذي كانوا ينوّعون في أساليبهم ونظرتهم إلى الأبعاد الرمزية لكلّ شخصية من شخصياتها، وآخرهم عادل عبده الذي سيعرضها على خشبة "مسرح محمد عبد الوهاب" في مدينة الإسكندرية نهاية الشهر الجاري.

تحوّل العمل إلى المسرح عدّة مرات، كان أولها عام 1958 من إخراج كمال ياسين

ويسعى المخرج إلى تقديم "زقاق المدق" في سياق راهن، حيث يتناول العلاقات الإنسانية المتشابكة والصراع بين الطموح والرضا والعاطفة والعقل والكرامة والحب في المجتمع المصري اليوم، في  إطار كوميدي غنائي استعراضي مع الاستعانة بتقنيات حديثة من مشاهد سينمائية وخدع مسرحية في العرض.

المسرحية التي ينتجها "البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية"، وضع رؤيتها الدرامية الكاتب محمد الصواف الذي ألّف لها أشعاراً قام بتلحينها أحمد محيي، كما صمم اللوحات الاستعراضية عادل عبده نفسه، وبدأ الإعداد له منذ ثلاثة أعوام.

ويؤدي شخصياتها كلّ من الممثلين: دنيا عبد العزيز، ومحسن محيي الدين، وأمل رزق، ونهال عنبر، وضياء عبد الخالق، وبهاء ثروت، وكريم الحسيني، وعبد الله سعد، ومراد فكري، وأحمد صادق، وحسان العربي، وسيد عبد الرحمن، ومروة نصير، وعصام مصطفى، وأحمد شومان، وعبد الرحمن عزت، وإبراهيم غنام، وهاني عبد الهادي، وصابر رامي.

ويشارك أيضاً محمد الغرباوي في تصميم الديكور، ومروة عودة في تصميم الأزياء، كما ينفّذ المشاهد السينمائية والغرافيك ضياء داوود، إلى جانب المخرجين المنفذين وليد طه، وليد صلاح، ومساعدي المخرج أحمد يونس، محمود كامل، وإيهاب علوان، وإبراهيم أبو النجا.

تدور أحداث المسرحية في الشارع القاهري الذي يسمّى زقاق المدقّ، ولا تزال معظم معالمه التي أوردها محفوظ موجودة إلى اليوم، مع تغييرات طفيفة، حيث تحول المنزل الذي كانت تطلّ منه حميدة بطلة الرواية على المقهى إلى مخزن تجاري.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون