مخرجة وخمس ممثلات، هل يكفي ذلك لنعدّ مسرحية "ربع وقت" عملاً نسوياً؟ ذلك ما تسقط فيه أعمال كثيرة تجعل من الحضور النسائي، في حدّ ذاته، عنواناً لتكريس حضور المرأة في الفن، وفي غيره من الحقول، في وقت قد تكون فيه المقولة النهائية التي يخرج بها المتفرّج من العرض أقرب إلى تعميق النظرة الذكورية إلى المرأة.
في نص المسرحية، تكسر سيرين قنون (المخرجة أيضاً) كل قالب متوارث، حيث تعتمد "الثرثرة" كإطار بنائي لعملها الذي تؤدّيه كل من: ريم الحمروني وشاكرة رماح وسهير بن عمارة وبسمة البعزاوي وأميمة المحرزي.
تدور المسرحية، التي تُعرض مساء اليوم الأحد على خشبة "مسرح الحمراء" في تونس العاصمة، في نادي غناء، وهو ما يستدعي خلطاً بين الحوار والأداء الموسيقي، ومن ثمّ تتفرّع الحكايات إلى قضايا مثل المساواة بين الجنسين، وتحوّلات الأمومة، والعلاقات الجنسية، والتنمّر في العمل.
هكذا، وإلى جانب حضور الأسماء النسائية، تقدّم مسرحية "ربع وقت" خطاباً نسوياً يقوم على تسريد قضايا المرأة وتحويل المسكوت عنه إلى مشاهد يتلقاها المتفرّج مثل قطعة من الحياة، دون المرور بتلك الأجهزة المفاهيمية التي دأبت على تصديرها الأدبيات النسوية.
يمكن القول بأن تونس تشهد في الأعوام الأخيرة حضوراً قوياً لهذه الأعمال التي تقدّمها طواقم نسائية، مع التركيز على تمرير خطاب نسوي عبر التسريد، من ذلك عمل ليلى طوبال الأخير بعنوان "ياقوتة"، والذي يُعرض هو الآخر هذه الأيام، و"روّح" لفاطمة الفالحي وخولة الهادف ويسرى قلاعي.