"دارة الفنون": الأزمة البيئية على الشاشة

11 ابريل 2022
من شريط "تطاردني ذكرى ليست لي" لبانوس أبراهاميان
+ الخط -

رغم أن الأزمات البيئية تهزّ أقاليم مختلفة من العالَم العربي منذ عقود، بل تهدّد مستقبل الحياة في بعض الأماكن، من العراق وسورية ولبنان إلى الخليج والمغرب العربي، إلّا أن حضور هذه المسألة لا يزال نادراً في الأعمال الفنية العربية التي تسعى، في أحد أسباب وجودها الأساسية، إلى عكْس الواقع الذي تنتمي إليه.

قد تُحال هذه القلّة إلى أن "الدور" العربي في الأزمة البيئية الكونية يكاد يكود محدوداً، إذا ما قورن بالخلل الذي تتسبّب به اقتصادات بلدان مثل الصين أو الولايات المتّحدة أو بعض بلدان غرب أوروبا، كما قد يُحال إلى أن التنظيرات حول الإيكولوجيا، والحِراك والوعي بمأساة التغيّر المناخي، والتصحّر، وذوبان الجليد القطبي، وتضاؤل الرقعة الخضراء، تكاد تنحصر بالعالَم الغربي.

عطفاً على المعرض الجماعي "نثر من الجذور" الذي أقامته طيلة شهر آذار/ مارس المنصرم، والذي دار الأعمال المشاركة فيه حول التأثيرات المختلفة للنموّ الاقتصادي الاستغلالي على الأزمة الإيكولوجية، تقترح "دارة الفنون" في عمّان، في برنامجها السينمائي لهذا الشهر، عدداً من الأفلام التي تناقش مسألة الاختلال البيئي انطلاقاً من أمثلةٍ وزوايا متعدّدة.

وفي هذا السياق، يشهد يوم غد الثلاثاء بثّاً عبر الإنترنت لفيلمين لبنانيين قصيرين، هُما "أرض الأحلام" (2017، 13 دقيقة) لفادي منصور، الذي يُعرَض على موقع "الدارة" بدءاً من الثامنة مساءً بتوقيت العاصمة الأردنية، يليه "تطاردني ذكرى ليست لي" (2021، 30 دقيقة) لبانوس أبراهاميان. 

ويتناول فادي منصور، في شريطه، أزمة النفايات المستمرّة في لبنان منذ نحو أربعة عقود، مُحاولاً البحث في تأثير كُتل الأوساخ هذه على البيئة الحيوية والبحرية، وكذلك في علاقتها بمحاولات استصلاح الأراضي الممتدّة على طول الشريط البحري. وغير بعيدٍ عن هذه المسألة، يطرح بانوس أبراهاميان مسألة العلاقة بين النموّ الاقتصادي والانحلال البيئي في البلد، مصوّراً أشكالاً متعدّدة من العنف الذي يُمارَس تجاه الأرض والماء والأجساد البشرية في هذا السياق.

يُذكَر أن برنامج "الدارة" السينمائي يضمّ فيلمَين آخرين حول الثيمة نفسها هذا الشهر، هما "أرض الأصدقاء" (2014، 38 دقيقة) للكولومبية البريطانية كارولينا كايسيدو، الذي يُعرَض مساء الثلاثاء، التاسع عشر من نيسان/ أبريل الجاري، و"اسمي يعني المستقبل" (2020، 51 دقيقة) للأميركية أندريا باورز، والذي يعُرض مساء الثلاثاء الذي يليه، السادس والعشرين من هذا الشهر.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون