قليلةٌ هي الأعمال المسرحية التي تُنتَج في الوقت الحالي الذي يشهدُ استمراراً للوضع الوبائي بموجاته المتلاحقة، وأقلُّ منها المسرحياتُ التي يشترك في إنجازها فنّانون مِن بلدان مختلفة. لكنّ مسرحية "حبيبي"، التي بدأت أمس السبت جولةَ عروض تقودها إلى ستّ مدنٍ جزائرية، تُشكّل واحدةً من الاستثناءات القليلة في هذا السياق.
تُشارك في إنتاج المسرحية ثلاثُ مؤسّسات من الجزائر وتونس وسويسرا. من الأُولى "تعاوُنية مسرح السنجاب" في مدينة برج منايل بولاية بومرداس، ومن الثانية "فرقة تيراب آرت" للعلاج بواسطة الفنّ، ومن الثالثة "مسرح أبسارا".
العملُ من تأليف وإخراج السويسرية سيلفيا باريروس، وهو يُضيء على موضوع العنف الممارَس ضدّ المرأة، من خلال قصّة امرأة تتعرّض لضغوطٍ من الأب والزوج والأخ والابن، فتلجأ إلى الصمت الذي تصفه باريوس، في مؤتمر صحافي عقدته مؤخّراً في "المسرح الوطني الجزائر" بالجزائر العاصمة، بأنّه "الملاذ الوحيد في وسط رجعي مدمِّر".
يتولّى المخرج عُمر فطموش إخراج النسخة الجزائرية من المسرحية التي ترجم نصّها إلى العربية، وكانت محوراً لورشة تدريبية أشرف عليها في ولاية بومرداس، بعد أن قدّم نسخةً أُخرى منها بمشاركة عدد من الممثّلين التونسيّين.
وقال فطموش، في المؤتمر الصحافي، إنّ مثل هذه التجارب ضرورية، لكونها "تسمح للمسرح الجزائري بالانفتاح على العالم واكتشاف أشكال جديدة للتعبير"، مضيفاً أنّ "تعاونية مسرح السنجاب" تعتزم تقديم أعمالٍ أُخرى ضمن تجربة العلاج بالفنّ، والتي سبق أن خاضتها في عدد من القرى المتضرّرة من الحرائق التي اندلعت في عدد من المناطق الجزائرية الصيف الماضي.
يُذكَر أنّ سينوغرافيا العرض من تصميم الفنان التونسي الراحل مؤخراً قيس رستم، والموسيقى لـ أوندينا دواني، والأزياء لنوال لصواد. وتستمرّ العروض حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري.