"بيروت للكتاب": نسخة مصغّرة بعد غياب ثلاث سنوات

03 مارس 2022
من النسخة 59 للمعرض، 2015 (Getty)
+ الخط -

بعد غيابٍ لأكثر من ثلاث سنوات، يعود "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" في نسخته الثالثة والستين، والتي افتُتحت عند الرابعة من عصر اليوم بتوقيت لبنان، في مركز "سي سايد" وسط العاصمة اللبنانية، بمشاركة تسجّل انخفاضاً محلوظاً عن تلك التي عرفتها نُسَخُه الأخيرة.

وتعود آخر نسخةٍ أُقيمت من المعرض، الذي يُنظّمه "النادي الثقافي العربي" في لبنان، إلى كانون الأوّل/ ديسمبر من عام 2018، حيث حالت "الظروف الاستثنائية" التي كان (وما يزال) يعيشها لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً دون إقامة دورته 63 آنذاك، ليأتي انفجار مرفأ بيروت، في آب/ أغسطس من 2020، ومن ثمّ تبِعات جائحة كورونا، ليؤجّلا إقامة هذه الدورة مرّتين متتاليتَيْن.

وتشهد الدورة الحالية، التي تستمرّ حتى 13 من آذار/ مارس الجاري، ضعفاً ملحوظاً في عدد دور النشر المشاركة وفي عدد البلدان العربية أو الأجنبية التي تأتي منها هذه الدور؛ إذ نشر المنظّمون قائمةً للمشاركين تضمّ 79 دار نشر وشركةٍ وجهةٍ ثقافية وأهلية، في حين سجّلت نسخته الماضية، النسخة 62، مشاركة أكثر من 240 دار نشر عربية ولبنانية ودولية.

في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، يعلّل فادي تميم، رئيس لجنة "النادي الثقافي" القائمة على تنظيم المعرض، هذا النقصَ بالقول إن المعرض الحالي ليس نسخةً اعتيادية، بل هو "معرضٌ صغير" من شأنه التعويض عن عدم إقامة المعرض في وقته المعتاد، أي في كانون الأوّل/ ديسمبر الماضي، مشيراً إلى أن المنظّمين يحضّرون منذ الآن لنسخةٍ أوسع تُقام في توقيته المعتاد نهاية هذا العام.

ويشير تميم إلى أن صغر المعرض، وقلّة دور النشر المشاركة فيه مقارنةً بالدورات السابقة، يرتبطان أيضاً بضيق مساحته المعتادة: "القاعة التي يُقام فيها تعرّضت للتدمير خلال انفجار مرفأ بيروت صيفَ 2020، فيما لم يُرَمّم من مساحتها الكلّية (حولي 10 آلاف متر مربّع) إلّا جزء (4 آلاف متر مربّع)، وهو ما أثّر في قدرتنا على استيعاب عدد أكبر من المشاركين".

وفي ردٍّ على سؤالٍ حول غياب القسم الأكبر من الدور العربية البارزة عن المعرض - الذي يأتي في نسخته هذه بصورةٍ محلّية لبنانية، مع مشاركةٍ لعدد من الناشرين السوريين أو العرب، ولا سيّما من الموجودين أصلاً في بيروت - يقول تميم إن استفتاءً قد أُقيم على مستوى "نقابة الناشرين" وأعضائها في لبنان، وقد خلُص المشاركون فيه إلى ضرورة إقامته في نهاية العام بدلاً من الآن؛ معلّلاً ذلك بحاجة الناشرين إلى المشاركة في معارض عربية تجلب لهم بعض المدخول المادّي بدلاً من المشاركة في معرض بيروت المصغّر.

وبالفعل، فإن هذه الأيام تشهد إقامة معرض عربيّ آخَر، هو "معرض مسقط الدولي للكتاب"، المقام حتى بعد غد السبت (انطلقت دورته السادسة والعشرين، في 24 من شباط/ فبراير الماضي)، والذي حزم العديد من دور النشر اللبنانية والعربية - مثل "الآداب"، و"الساقي" و"الجمل" - الحقائب إليه بدلاً من معرض بيروت.

يُشار إلى أن عدداً من الفعاليات الثقافية، من ندوات وحلقات نقاش وأمسيات أدبية وحفلات توقيع، ترافق "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" طيلة أيام انعقاده، ومن أبرزها ندوةٌ عن "بيروت والاستشراق" (الثلاثاء، 8 آذار/ مارس، بدءاً من الخامسة عصراً)، فيما تُقام يوم الخميس، العاشر من الشهر الجاري، ندوات حول "بيروت والنهضة العربية" (بدءاً من الخامسة عصراً)، و"التبادل بين الأدب العربي والتركي (بدءاً من السادسة والنصف)، إضافة إلى احتفاءٍ بالكاتب اللبناني فرح أنطون في ذكرى انقضاء مئة عام على رحيله (1874 - 1922). كما يوجّه المعرض، يوم الجمعة، 11 آذار/ مارس الجاري، تحيّة إلى الناشر السوري الراحل قبل عامين، رياض نجيب الريس (1937 - 2020)، في ندوةٍ تُعقَد بدءاً من الخامسة عصراً.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون