تمثّل السيرة الذاتية المنهل الرئيسي لكتابات الروائي المصري حجاج أدّول (1944)، وإذا كان تهجير النوبيين المحور الأبرز لكتاباته، فهو يزور من حين إلى آخر مناطق أخرى من سيرته.
في روايته الأخيرة، التي صدرت منذ أيام عن "منشورات إيبدي" بعنوان "بولاق الفرنساوي"، ينهل أدّول من ذاكرته كمجنّد؛ إذ يعود إلى سبعينيات القرن الماضي، متناولاً عالم الحرب من زاوية السرديات الصغيرة للشخصيات البسيطة.
عبر تدوينة على فيسبوك قدّم أدّول عمله قائلاً: "هذه الرواية انتظرتُ صدورها بأشواق عديدة منها المتوتر ومنها الواثق ومنها ما هو غير مفهوم، فـ'بولاق الفرنساوي' جديدة بالنسبة لي تماماً، ثم إنها محملة بأشجان سنوات الحرب، وبزملائي وأصدقائي خلال تلك السنوات الصعبة الشاقة المرهقة والمجيدة، ومنهم من استشهد ومنهم من أصيب ومنهم من كُتب له الخروج سالماً ظاهرياً، ومن ضمنهم أنا".
يضيف: "خرجنا في تعبٍ نفسيٍّ، فلم تكن سنوات الحرب هيّنة، ولا يعلم ما هي الحرب سوى من حارب، فمهما سمع ومهما تابع من أفلام تصوّر الحروب القاسية، فالذي ذاق ليس كمن تابع من بعيد قارئاً أو مشاهداً في اطمئنان".
ترصد الرواية أيضاً جوانب من الحياة المدنية كخلفية للشباب المجنّدين وقتها. وهذه الجوانب لا تعمل كمجرّد خلفية؛ وهو ما يشير إليه العنوان، فـ"بولاق الفرنساوي" (بولاق تعني الميناء) تحيل إلى منطقة أتى منها أحد أصدقاء الراوي من المجنّدين، وكانا يُقضّيان إجازتهما فيها، ومن الاختلاط بأهل المنطقة قام أدّول بتشكيل العالم الروائي لعمله.