"الناس والمكان": لوحات تريد محْو الحدود

20 يونيو 2022
علي كاظم، ألوان مائية وأصباغ على ورق، 2021 (من المعرض)
+ الخط -

لا يقضي المرء وقتاً طويلاً قبل أن يقع على الروابط العديدة التي تجمع بين الفنانين الثلاثة الذين يقترح "غاليري كريستا روبرتس"، في لندن، أعمالهم في معرض مشترَك. ذلك أننا سرعان ما نعرف أن الهجرة والمنفى يجمعان كلّاً من الكينية فيبي بوسويل، والألمانية ميريان دي بوركا، والباكستاني علي كاظم، الذين وُلدوا في بلدٍ ونشأوا في بلدٍ آخر، لتتركّز تجاربهم الفنية، في ما بعد، على مُساءلة هذه التجربة، تجربة الهجرة، والمنفى، والحدود.

المعرض الذي افتُتح في العاشر من حزيران/ يونيو الجاري، ويستمرّ حتى التاسع من تمّوز/ يوليو المقبل، يحمل عنوان "بورتريهات للناس والمكان"، ويضمّ أكثر من ثلاثين عملاً للفنانين الثلاثة، تتقاطع ليس فقط في المواضيع التي تختارها، بل وكذلك في التقشّف والبساطة بمقاربة ثيمات مثل المكان، والهوية، والحدود، والحنين.

ميريام دي بوركا، حبر على ورق، 2021
ميريام دي بوركا، حبر على ورق، 2021 (من المعرض)

وترسم فيبي بوسويل ــ التي عاشت في الخليج بعد مغادرتها كينيا، قبل أن تقيم في المملكة المتّحدة ــ بورتريهات لأشخاص في علاقتهم مع البحر، هذا الفضاء الذي ترى إليه بوصفه كسراً للمعايير الجغرافية، حيث تقترح علينا وجوهاً لصيّادين، وكذلك لمهاجرين عالقين "في مكان ما بين التيه والمنفى"، كما هو عنوان إحدى لوحاتها.

من جهتها، تقدّم ميريام دي بوركا، التي نشأت في إيرلندا بعد ولادتها في ألمانيا، أعمالاً تبعث على إعادة النظر في مسألة الحدود واعتباطيّتها، حيث ترسم نباتاتٍ عثرت عليها قرب عددٍ من الحدود التي جاء "بريكست" ليفرضها، وهي تعطي هذه اللوحات عناوينَ هي عبارة عن أرقام تدلّ على إحداثيات المكان جغرافياً، في رغبة بمحو الخطّ الفاصل بين نبتة وأُخرى شبيهةٍ لها وُجدتا وكبرتا على طرفَيْ هذا الخطّ.

مواد مختلطة على ورق، 2021
"في مكان ما بين التيه والمنفى" لـ فيبي بوسويل، مواد مختلطة على ورق، 2021 (من المعرض)

ومثل فيبي بوسويل، يرسم علي كاظم بورتريهات متقشّفة في خطوطها وتكويناتها، حيث نلتقي الأشخاص الذين يرسمهم ــ على خلفيات بألوان واحدة ــ وهُم في لحظة تأمّل أو صمت، ناظرين بعيداً، لكنْ إلى مكان لا نعرفه، حيث يشير الفنان إلى رغبته في عدم تسمية المكان الذي قد نعثر فيه على شخوصه، والذين قد يكونون في باكستان أو المملكة المتّحدة أو في مكان آخَر، ضمن عالمٍ تحمل فيه الحدود بين البلدان أهمّيةً أقلّ من هذه التي تحملها اليوم.

المساهمون