بالإضافة إلى اهتمامها بالفنون، تلعب المتاحف دوراً كبيراً في توثيق مجالات مختلفة والإضاءة على أزماتها والحلول المقترحة لها، ومنها البيئة، من خلال تقديم أهمّ وسائل الحفاظ على عناصرها الطبيعية المهدّدة بالانقراض بسبب السلوكيات الخاطئة.
"المَواطِن البيئية والملاجئ الطبيعية" عنوان المعرض الذي أطلقه "متحف قطر الوطني" في الدوحة افتراضياً على منصة "غوغل للفنون والثقافة"، والذي يبيّن كيف "يلجأ الإنسان والحيوان على حد سواء في الظروف القاسية إلى أماكن غير متوقعة طلباً للحماية، واكتشاف كيف تحمي هذه الكائنات الحية نفسها في البيئات سريعة التغير وكيف تتكيف مع الظروف الجديدة"، بحسب بيان المنظّمين.
يستوحي المتحف هذا المعرض من صالتي العرض الدائمتين "البيئات الطبيعية في قطر"، و"الحياة في البر"، كما يتضمن صوراً فوتوغرافية ورسومًا توضيحية ورسومات تخطيطية مقدمة من المجتمع تصور كيف تكيفوا مع بيئتهم ومساحة معيشتهم أثناء العزلة الذاتية.
يضمّ المعرض صوراً لشعب المرجان في مياه الخليج العربي، والتي تتكيّف مع أعلى درجات الحرارة، حيث تطرد الشعاب مع ارتفاع حرارة الماء الطحالب التي تعيش في أنسجتها، الأمر الذي يؤدي إلى تحول المرجان للون الأبيض.
ويضم أيضاً صور أشجار المنغروف (القرم) التي يمكنها امتصاص مياه البحر المالحة وتحويلها إلى مياه عذبة والتغذي عليها، مما يؤهلها للانتشار في مناطق الخليج المختلفة وعلى رأسها منطقة الذخيرة في قطر، كما تستطيع التنفس عندما تغمرها مياه البحر في وقت المد، فهي تمتلك جذوراً صغيرة تخرج من تحت الأرض.
كما يُعرض فيديو يصوّر حيوان الجربوع الذي باستطاعته الاحتفاظ بالكثير من المياه في الخلايا الدهنية في جسمه، والتحكّم بإخراج كميات قليلة من البول والاختباء بجحورها طوال ساعات النهار للتنعم بدرجات حرارة أقل مما هي بيئتها الصحراوية، والاعتماد على الحركة والنشاط في الليل فقط.
ويوضّح المعرض كيف أن بيت الشَّعر حفظ درجة الحرارة فلا تصل البرودة إلى الداخل، ويمنع مياه الأمطار من دخوله فى الشتاء حيث تبنى وفق نظام معين يراعي اتجاه الريح بحيث يفتح عكس حركتها دائماً، بالإضافة إلى سهولة حمله والانتقال به من مكان إلى آخر.