عندما أُعلن، في أيلول/ سبتمبر 2018، عن إطلاق مهرجانٍ مسرحي في تونس يُعنى بعروض الممثّل الأوّل تحت اسم "المهرجان الدولي للمونودراما"، رحّب كثيرٌ من المسرحيّين التونسيّين بالتظاهُرة الجديدة، لكنّ بعضهم عبّر عن خشيته من أن تلقى المصيرَ ذاته الذي عرفه "مهرجان المونولوغ" الذي انطلق في 2014، ولم يُقَم إلّا لدورة واحدة.
حافظَ المهرجان، الذي تموّله وزارة الثقافة التونسية، على استمراريته، ولم ينقطع إلّا في 2020، بسبب انتشار جائحة كورونا. وها هو يصل هذا العام إلى دورته الرابعة التي يُنتظَر أن تنطلق في السادس عشر من أيار/ مايو الجاري، بمشاركة خمسة وأربعين عرضاً من بلدان عربية وأجنبية، إلى جانب عروضٍ في مسرح الشارع ومسرح الأطفال.
تُعرض الأعمال المشاركةُ ضمن قسمَين رئيسيَّين: المسابقة الرسمية، وتضمُّ أربعة عشر؛ من بينها: "الغريبة" لمقداد المعزون من تونس، و"قارئ الفنجان" لأحمد نبيل مسعي من الجزائر، و"المنسية" لعبد الرحيم النساسي من المغرب، و"إلى أين" لعوض الفيتوري من ليبيا، و"الغراب الأبيض" لسجاد الجوذري من السودان، و"قهوة زعتر" لكامل باشا من فلسطين، و"صفية" لفراس المصري من الأردن، و"الطبول والحجارة" لنجاة نجم من العراق، و"حتى إشعار آخر" لجمال الغيلان من البحرين، و"الكماش الخطير" لسلمان عبد المحسن آل عكشان من السعودية، و"الخنازير" لعبد الهادي جرف من إيران.
أمّا القسم الثاني، فهو المسابقة الشرفية، أو "مسابقة النقّاد"، ويضمّ واحداً وثلاثين عرضاً؛ من بينها: "أصوات ووطن" لنور الدين عمران من ليبيا، و"أنا والسطح" لمحمد شواط من الجزائر، و"مريض" لوليد الخضرواي من تونس، و"ريم" لمنير بكري من فلسطين، و"أسماك زينة" لحسين جوير من العراق، و"المصنع" لمحمد مرسي من مصر، و"حبيبي جندي" لمأثر آل عبد السلام من عُمان.
ولا تقتصر العروض المشاركة على البلدان العربية، بل تحضر أعمالٌ من رومانيا وإيطاليا وبلغاريا وأستراليا وألمانيا وفرنسا وأرمينيا وبنغلاديش وكينيا والبرازيل وكندا.
وتتنافس العروض، التي تتوزّع بين عدد من فضاءات مدينة الثقافة ودارَي الثقافة "ابن رشيق" و"ابن خلدون" في تونس العاصمة، على ثلاث جوائز؛ هي: "جائزة النص"، و"جائزة التمثيل"، و"الجائزة الكبرى"، بينما يرأس العراقي جبار الجودي لجنةَ التحكيم التي تضمُّ كلّاً من العُماني عبد الكريم بن جواد، والجزائري عمر فطموش، والموريتاني أحمدو حبيبي.
وتكرّم الدورة، التي تحلُّ ليبيا ضيف شرف فيها، كلّاً من التونسي عز الدين المدني، والفلسطيني غنّام غنّام، والليبي فتحي كحلول، والجزائري أحسن تليلاني.
من جهةٍ أُخرى، تُقام يومي الرابع عشر والخامس عشر من أيار/ مايو جولةٌ في عددٍ من الأرياف والمناطق الجبلية بعنوان "يا فرحتنا... فداوي (حكواتي) في حومتنا"، يشارك فيها ثمانية فنّانون هُم: أحمد أبو سلعوم وأسامة المصري وعبد الرؤوف عسقول من فلسطين، ونعومة محلية ورابح بن سعيد من الجزائر، ورضوان الإبراهيمي من المغرب، ومنتصر العميري وبورواي الوحيشي من تونس.