كيف أثّر الوباء وما فرضه مِن حالة إغلاقٍ مسّت الحياة اليومية في مختلف بلدان العالَم على الكتابة الأدبية؟ كثيراً ما طُرح هذا السؤال منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجدّ مطلعَ العام الماضي، سواءٌ عبر الندوات واللقاءات التي أُقيم معظمها على الفضاء الافتراضي، أو عبر كُتبٍ فردية وجماعية حاول مؤلّفوها مقاربةَ تأثيرات الوباء/ الحجر على العملية الإبداعية.
هذه السؤال يُمثّل أيضاً محور الدورة الثانية عشرة مِن "الملتقى الأورو- مغاربي للكتّاب" الذي انطلق في الجزائر العاصمة، أوّل أمس الثلاثاء، ويُنتظَر أن يتواصل حتى السادس من آذار/ مارس المقبل؛ حيث يُناقش المشاركون فيه "مواضيع ذات صلةٍ بالشعر والأدب في زمن الوباء"، بحسب بيان المنظّمين.
والملتقى الذي دأب وفد "الاتحاد الأوروبي" في الجزائر على تنظيمه في الجزائر العاصمة بشكلٍ سنوي، يُقام هذه السنة عبر تقنية التواصُل المرئي، وتلك واحدةٌ من تأثيرات الوباء على الحياة الثقافية في العالَم؛ حيثُ بات اللجوء على التقنيات الحديثة الخيار الأفضل لتنظيمِ الفعاليات الثقافية في ظلّ استمرار حالة الإغلاق.
تحمل الدورةُ الجديدة شعار "الحياة غداً"، وهي عبارةٌ تُشير إلى أنَّ النقاشات التي تجمع الكتّاب لا تقتصر على سرد ما عاشوه ويعيشونه خلال فترة الحجر الصحّي، بل تُحاول استشراف مستقبل الكتابة، ومِن ورائها مستقبل البشرية، بعد انقضاء الوباء.
يُشارك في الملتقى كتّابٌ مِن بلدان المغرب العربي والاتحاد الأوروبي؛ من بينهم: سعاد لبيز ولميس سعيدي وأكرم الكبير مِن الجزائر، وكلوديا فوسي من مالطا، وإليساندرا فاجيولي من إيطاليا، وناتالي سكوفرونك من بلجيكا.
وتُقام فعاليات الملتقى في شكل لقاءات منفصلة يجمعُ كلُّ واحدٍ منها بين كاتب جزائري وآخر أوروبي؛ حيثُ يتناولان واقع الشعر والأدب في زمن والوباء وتأثيرات الأزمة على الكتابة، على أنْ تُبثَّ جميع اللقاءات عبر حسابات وفد الاتحاد الأوروبي في الجزائر على مواقع التواصُل الاجتماعي.