"المحرس للفنون التشكيلية": تأجيل بعد انطلاقة خافتة

09 اغسطس 2022
(جانب من مدينة المحرس)
+ الخط -

بعد الإعلان عن أنّ انطلاقة "المهرجان الدولي للفنون التشكيلية" في مدينة المحرس التونسية ستكون غداً الأربعاء، وأن نشاطاته ستقتصر هذا العام على ورشاتٍ للأطفال وإقامة معارض للفنانين التونسيين، ونظرائهم الأجانب المُقيمين في البلاد فقط، عادت إدارة المهرجان لتعتذر عن إقامته.

إذ نشرت الهيئة المديرة لـ"جمعية مهرجان المحرس" على صفحتها في فيسبوك إبلاغاً لكلّ الفنانين التشكيليين وأحباء الفنون التشكيلية والضيوف أنه تم تأجيل موعد الدورة الرابعة والثلاثين لأسباب قاهرة، وحدّدت شهر أيلول/ سبتمبر 2022 لانعقادها، على أن يُفصح لاحقاً عن تاريخ معيّن لانطلاقها وكذلك تفاصيل برنامجها.

ليست المرّة الأولى التي يتم تأجيل التظاهرة، إذ واجهت الدورة الثالثة والثلاثون تأخيراً مماثلاً صيف عام 2020، ثم فرضت جائحة كورونا توقّفاً إجبارياً العام الماضي، قبل أن تبدأ الاستعدادات الشهر الماضي لتنظيم دورة تحت عنوان "المحرس مدينة الفنون والبيئة".

ونظراً لتأخّر الدعم المالي المُقدّم من وزارة الثقافة أو غيابه، أُعلن عن برمجة مختصرة قياساً بدورات سابقة، لكنها تتناقض مع الهدف الأساسي لتأسيس المهرجان في ثمانينيات القرن الماضي وتتّصل بتنمية منطقة مهمّشة ثقافياً لابتعادها عن المراكز الكبرى، لذلك حرص المنظّمون على وضع النصُب الفنّية والجداريات التي يصمّمها الفنانون المشاركون في ساحات المدينة وفضاءاتها العامة.

في البرنامج الذي تم الإعلان عنه قبل تأجيل المهرجان الذي ما تزال مسألة انعقاده هذا العام غير مؤكّدة، اقترح المنظّمون أن يقام معرض يشارك فيه الفنانون بأعمال منفّذة مسبقاً يجلبونها معهم، بمعنى أنه لا يتوفّر المال الكافي لتقديم موادّ وخامات وغيرها للمشاركين لصنع أعمالهم في فضاءات المدينة. 

الاستمرار لأكثر من ثلاثة عقود في تنفيذ التظاهرة يمثّل نجاحاً نسبياً، خاصة مع الإعلان أن ميزانية الدورة الماضية تقدّر بـ 110 آلاف دينار تونسي (حوالي 35 ألف دولار)، علماً أن المهرجانات التي تتخصّص في الفنون البصرية تكلّف أضعاف هذه الأرقام.

كما أن المهرجان كان يتضمّن ورشات متخصّصة متنوّعة في التصوير الفوتوغرافي وتصميم الجداريات والمجسّمات والنحت، لكن إدارته اضطرت إلى تنظيمها للأطفال قبل أن تذهب إلى خيار التأجيل، وهو ما يوضّح أكثر طبيعة الأسباب القاهرة التي تتعلّق بشحّ الإمكانيات المادية غالباً.

تأجيل يحرم المدينة البعيدة عن العاصمة من مخطّطات تجميلها على يد الفنانين المشاركين، ويعيد إلى الأذهان احتجاجات أبنائها في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، على قرار رسمي اتُّخذ بإنشاء مكبّ لنفايات مدن محافظة صفاقس في المَحْرِس، حيث يبدو أن استدامة المهرجان يحتاج إلى مساندة من قبل المجتمع ومؤسساته الأهلية في الضغط على الحكومة في هذا الشأن.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون