"المتحف الفلسطيني": ذاكرة حيّة لما قبل 1948

07 يونيو 2021
(قرب يوابة يافا في القدس عام 1905)
+ الخط -

تلتفت العديد من المبادرات إلى أهمية التاريخ الشفوي والأرشيفات العائلية بما تتضمّنه من وثائق وصور فوتوغرافية وسجلات في مواجهة عملية طمس ممنهجة يقوم به الاحتلال الصهيوني للذاكرة الفلسطينية، حيث يشكّل الحفاظ على السردية الأصلية وتقديمها أحد أساليب مقاومة هذه الآليات الاستعمارية وتعريتها.

تحت عنوان "النّكبة في أرشيفاتنا الشخصيّة"، قدّم "المتحف الفلسطيني" في بلدة بيرزيت عند الخامسة من مساء أمس الأحد عرضاً خاصّاً لفيلمَين قصيرَين قام بإنتاجهما بمناسبة ذكرى مرور ثلاثة وسبعين عاماً على نكبة فلسطين.

(أطفال في حفل أقامته "المدرسة الإسلامية" بالقدس أوائل العشرينيات)
(أطفال في حفل أقامته "المدرسة الإسلامية" بالقدس أوائل العشرينيات)

يعرض الفيلم الأوّل مجموعة صور من أرشيف المتحف الذي "يصوّر حياة الفلسطينيّين قبل عام 1948، مُعيدًا تخيُّل حيوات من في هذه الصّور، في محاولة لاستحضار التاريخ اليومي والعادي والشخصي، بغناه وتنوّعه، قبل أن تسلب النّكبة من الفلسطينيّين حياتهم العاديّة"، بحسب بيان المنظّمين.

يتضمّن الفيلم صورة لبئر مريم أو عين العذراء في مدينة الناصرة المحتلّة سنة 1904، حيث كان أهالي المدينة يجتمعون في تقليد يومي لجلب الماء التي تنساب في قناة من ثلاثة منابع حتى تصل إلى البئر داخل كنيسة البشارة، وفي الصورة يظهر طفل يتحاور مع فتاة تحمل الجرّة على رأسها، حيث يُكتب على الشاشة تساؤل إن كان الطفل قد زار المدرسة يوماً والتقط صورة جماعية مع رفاقه، كما فعل أطفال آخرون يقفون في صورة التقطت لهم في مطلع عشرينيات القرن الماضي خلال حفل تمثيلي في المدرسة الإسلامية بالقدس.

بعد ذلك، تُعرض صورة لفريق القدم التابع للكلية الإنكليزية في القدس عام 1921، وأخرى للشخصيات المشاركة في "المؤتمر الفلسطيني الأول" الذي عقد عام 1919، وأعلنوا خلاله رفض تقسيم سورية وفصل فلسطين عنها ورفض مخططات توطين اليهود، وثالثة لمظاهرات ضمّت سيدات فلسطينيات عام 1929 طالبن خلالها بإلغاء وفد بلفور ومنع الهجرات اليهودية.

يوثّق الفيلم أيضاً صوراً لمدينة اللد قبل عام  1948 حيث يمارس أبناؤها أنشطتهم اليومية الاعتيادية، وفي واحدة منها تظهر مجموعة من النساء يتحضّرن للسفر من مطار المدينة عام 1938 للمشاركة في مؤتمر "الاتحاد النسائي العربي". وفي صورة أخرى، يلتقط زوجان فلسطينيان صورة تذكارية لهما في أحد استوديوهات مدينة القدس، كما تبيّن صورة ثانية أهالي مدينة يافا وهم يستجمّون على شاطئ البحر، وتلتقط ثلاث فتيات في بلدة بيرزيت صورة لهن قبل أن تنقلب الأحوال في عام 1948.

أمّا الفيلم الثاني، فيحكي قصّة صُرّة السمسم التي يحتفظ بها سمير جبران، مؤسِّس فرقة الثلاثي جبران الموسيقية، وهي من حصاد فلّاحي قرية سيرين الفلسطينيّة في الجليل قبل سنوات قليلة من النّكبة. ظلّت الصُّرّة في حوزة جدّته، نصرة، طيلة خمسين عامًا، قبل أن تهديها له عند زواجه، ليقرّر سمير عام 2003 أن يُحيي هذا الإرث، زارعًا حبَّات السمسم بين القطن لتنبت من جديد.

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون