نظّمت "الجامعة الأردنية" في عمّان أمس الثلاثاء يوماً دراسياً بعنوان "المتاحف والمجتمع المحلي" شارك فيه خمسة عشر باحثاً ومتخصصاً توزّعوا الحديث في أربع جلسات ناقشت دور المتاحف في تنمية المجتمع المحلي، والأهمية الحضارية للمقتنيات الأثرية والتراثية في المتاحف، والمتاحف في ظلّ جائحة كورونا، والمتاحف ودورها التعليمي.
في الجلسة الأولى، أشار باسم المحاميد من دائرة الآثار العامة إلى أن الأردن شهد بين عاميْ 1860 و1920 استقراراً جاء بعد تبنّي الدولة العثمانية نظام الإدارة الفرنسي الذي أعاد توزيع النواحي والأقضية، وتم تشييد العديد من المباني، ومنها "بابور القصار" في مدينة مادبا (جنوب عمّان) الذي بني عام 1904، وكلمة البابور في الدارجة الأردنية تعني المطحنة، وينسب المعلم إلى إحدى العائلات التي استوردت "موتور" يعمل على الديزل من مدينة يافا بعد أن كانت المطاحن قبل ذلك تعمل على قوة دفع المياه.
وأوضح أن العمارة التراثية في مادبا اعتمدت في نهاية القرن التاسع عشر على الأقواس المتقاطعة (العقد) الذي كان شائعاً في معظم المدن الأردنية، وتكوّنت سقوفها من مادتي القصب والطين، والذي ظلّ سائداً لعقود طويلة قبل أن يتمّ استبداله بالإسمنت والحديد، لافتاً إلى أن دائرة الآثار استملكت "بابور القصار" وحوّلته إلى متحف يصوّر قصة القمح وحضوره المادي والميثولوجي، حيث يجرى ترميمه من أجل ربطه بمحيطه وذاكرة الناس، ومنها تجهيز فرن تقليدي وتوثيق أنواع القمح وتسميات الخبز في الأردن، وجميع الأكلات الشعبية التي تصنع من القمح، وأغاني نزول النطر والحصاد والأمثال الشعبية ذات الصلة بالزراعة، كما ستُعرض وثائق ملكية مبنى المتحف التي تعود إلى أكثر من مئة عام وتعاملاته التجارية مع الشركات والمواطنين، ما يعكس طبيعة الحياة التجارية في المدينة.
تناول المشاركون دور المتاحف التعليمي والتربوية والتثقيفي وأهمية بناء شراكات مع المجتمع
وتحدثت الباحثة فاطمة مرعي حول المخازن في المتاحف بوصفها الجزء المهمل رغم أنها تشكّل حوالي 90% من موجودات المتحف مقارنة بالمقتنيات في صالة عرضه، ولذلك تعدّ عملية التخزين هي الأهم من أجل مقاومة عوامل التلف، مثل الرطوبة والمياه ودرجات الحرارة غير المناسبة والملوثات وغيرها، كما استعرضت المعايير الأساسية للتخزين المتحفي وكيفية إجراء الدراسات حول تطويره،
بدوره، تناول الباحث محمد القيسي التعلّم والتثقيف المتحفي في ظلّ جائحة كورونا، بعد أن كانت البرامج جميعها تعتمد على التواصل الوجاهي، وهو ما ألزم المتاحف إعادة تأهيل كوادرها وتمكينهم من التعليم المباشر وعرض المجموعات المتحفية من بعد، والاستغلال الأمثل للتكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي، وتنفيذ الأنشطة التعليمية افتراضياً ونشرها رقمياً عبر المنصّات المختلفة.
أما أروى بدران وشذى أبو خفاجة، فأوضحتا في ورقتهما المشتركة الحاجة في التوعية بأهمية التراث والمتاحف التي تغيب عن المناهج الدراسية، وضرورة بناء شراكة بين المتاحف والمدارس والجامعات يستند إلى تقييم الاحتياجات في قطاعي المتاحف والتعليم والبحث عن ممارسات وتطبيقات ناجحة، وبناء برامج تدريبية في ظلّ دعم رسمي أكبر لهذه البرامج.
إلى جانب شاركت سوسن دلق بورقة "المتاحف في ظلّ جائحة كورونا"، وتمام خصاونة بورقة "العرض المتحفي ودوره في جذب الجمهور لزيارة المتحف"، وسمر حمدون بورقة "المتاحف مؤسسات تعليمية وتربوية وتثقيفية"، وشعبان الأمير بورقة "المتاحف الجامعة ودورها في نشر الوعي الأثري".