"الكتاب والزمن الرقمي": تغيير زوايا النظر

19 نوفمبر 2021
هربرت باير/ النمسا
+ الخط -

ضمن فعاليات "معرض تونس الدولي للكتاب"، الذي يُختَتَم بعد غد الأحد، أقيمت ــ أوّل من أمس ــ ندوة بعنوان "صناعة الكتاب زمنَ الدّيجيتال" حاولت ملامسة قضيّة التحوّل الرقمي الذي يعيشه قطاع الكتاب، بمشاركة الباحثين: زكية بوعصيدة وهالة الهذيلي ونجاة ميلاد وزبير بلقايد ومالك الحمروني، وأدار الندوة وحيد قدّورة.

على عكس المقولة الرائجة بتهديد الكتاب الإلكتروني للكتاب الورقي، كان المشاركون أقرب إلى التأكيد على أن العلاقة بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني هي علاقة تكامل وليست علاقة تنافس، حيث بات من الضروري اليوم استثمار التكنولوجيا للقراءة.

قدّمت الباحثة هالة الهذيلي في مداخلتها، أبرز الاختلافات بين النشر الورقي والنشر الالكتروني ومميّزات كل قطاع، والنقاط التي ينبغي له أن يستمثر فيها لمزيد الازدهار؛ من ذلك أن الكتاب الورقي يمكنه أن يراهن اليوم على سهولة قراءته مقارنة بالكتاب الإلكتروني، في حين أن الثاني له مقدرة أكبر في الانتشار، ناهيك عن كونه متجانساً أكثر مع الرهانات البيئية الحديثة.

وتناولت زكية بوعصيدة، في مداخلتها، أهمية الكتاب الإلكتروني وحاجة الناس إليه، خاصّة في فترة جائحة كورونا، مشيرة إلى أن مبيعات الكتاب الرقمي ارتفعت بشكل ملحوظ أثناء الجائحة. وقالت إنها اختارت الاهتمام بالكتاب الالكتروني وتعمل على تطويره، خاصّة الكتاب المسموع، لأنه يقدّم الإضافة المرجوّة للقرّاء. 

الصورة
ندوة الكتاب الرقمي

وأكّدت نجاة ميلاد، في كلمتها، أن السنوات العشر المقبلة ستشهد طفرة في الكتاب الإلكتروني. وذكرت أنّه سيكون هناك برامج إلكترونية ستزيد من سرعة الانتقال نحو الرقمي، كأن تساعد في تحويل الكتاب المسموع إلى مكتوب بأحجام وألوان مختلفة.

وتحدّث مالك الحمروني عن تقلّص طباعة الكتاب الورقي في تونس رغم طفرة الكتابة التي عرفتها البلاد بعد الثورة، لكنه لم ينفِ "تفوّق" الكتاب الورقي على الكتاب الإلكتروني من حيث المبيعات، إذ بيّن أن مبيعات الكتاب الالكتروني لم يتجاوز 10 بالمائة من جملة المبيعات.

وتساءل زبير بلقايد عن أسباب ارتفاع أسعار الكتاب الإلكتروني، الذي يستغني فيه الناشر عن الورق والطباعة والتوزيع، قائلاً: "نتفهّم غلاء الكتاب الورقي لارتفاع أسعار الورق، وهي ظاهرة عالمية، لكنّ الكتاب الإلكتروني من المأمول أن يكون أقلّ سعراً".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون