قليلاً ما يتبادر إلى الذهن أنّ دولة مثل البرازيل مرّت بمرحلة إمبراطورية، فدول أميركا اللاتينية ارتبطت بالمُخيّلة إمّا بالحكم الاستعماري الأوروبي المُباشر الذي تلا فترة استكشافها، أو بالأنظمة الديكتاتورية العسكرية التي ظهرت في القرن العشرين.
من جهة أُخرى، عندما يتمّ الحديث عن الرحّالة والمستشرقين وعلاقتهم بالمنطقة العربية خاصّة في القرن التاسع عشر، فإنّ حصّة الأوربيين منهم، وعلى تنويعاتهم، هي الأكبر؛ وقلّما يؤتى على ذكر أسماء بارزة من أميركا اللاتينية. إلّا أنّ شخصية حاكم إمبراطورية البرازيل (ضمّت خلال فترة الأوروغواي إلى جانب البرازيل)، دوم بيدرو الثاني (1825 – 1891) تكشف عن عكسٍ للفكرتين السابقتين.
"القنطرة: رحلات دوم بيدرو الثاني إلى العالم العربي 1871 و1876" عنوان لمجموعة فعاليات تنتظم في "دار النمر" ببيروت، لتسليط الضوء على حياة "القنطرة"، وهو اللقب الذي اتخذه بيدرو الثاني تيمُّناً بقدّيس من منطقة القنطرة (Alcántara) في إسبانيا.
بداية الأنشطة كانت مع جولة إرشادية أوّل أمس السبت رفقةَ الباحث والقيّم روبرتو خطلب لاستكشاف المعرض الذي يجمع يوميات ورسائل ورسومات رسمها "القنطرة" بنفسه للمناظر الطبيعية والآثار التي زارها في سياق رحلته إلى لبنان، بعد وفاة ابنته في فيينا (1871)، ورغبته في التخفّف من ذلك عبر السفر والترحال.
على أن تُستكمل الأنشطة يوم الخميس المُقبل حيث يُعقد عند السادسة مساءً، مؤتمرٌ بعنوان "الهجرة اللبنانية إلى أميركا اللاتينية" حول العلاقات بين البرازيل والعالم العربي، والهجرة اللبنانية إلى البرازيل في فترة حُكم دوم بيدرو الثاني التي امتدّت لأكثر من 58 عاماً انتهت بإعلان الجمهورية (1889). إلى جانب موضوعات أُخرى مثل "الهجرة ولبنان بين الماضي والحاضر"، و"الهجرة إلى البرازيل: من الحكم العثماني حتى يومنا هذا".
كما تنظّم "منصّة التحريك للشباب"، في السابع من الشهر المُقبل، ورشتَين للرسوم المتحرّكة موجّهتين لليافعين، تدوران حول مفاهيم السفر والاكتشاف والهجرة، حيث سيقوم المشاركون بجولة متعمّقة في المعرض، والاستماع إلى قصص رحلات دوم بيدرو الثاني، ودراسة الموادّ المعروضة واستلهام أفكارهم لأفلام الرسوم المتحرّكة القصيرة.