ركّزت الكتابات الفكرية، خلال مرحلة الأزمة الصحية العالمية، على التحوّلات المجتمعية والفردية، وفي كتابه الأخير "العالم الذي فقدناه: تاريخ العيش المشترك" يتناول المؤرخ الفرنسي جان فرانسوا سيرينلّي منطقة أخرى جرت فيها تحوّلات كثيرة؛ إنها المؤسسات السياسية.
بشكل محدّد يتناول سيرينلّي نموذج الجمهورية في فرنسا، تلك التي قامت على مجموعة أسس يعدّها: الديمقراطية، الليبرالية، تعميم الرخاء، العلمانية، المدرسة، إلخ.. يلاحظ المؤرخ الفرنسي أننا لو فحصنا كل مفهوم من هذه المفاهيم سنجد تأثرها بمرحلة الوباء والعقدين الأخيرين بشكل أوسع.
يرى سيرينلّي، في كتابه الصادر عن منشورات "تالاندييه"، بأن خطاباً متفائلاً قد راج في العامين الأخيرين حول بروز التضامن الاجتماعي، وهو أمر جيّد لكنه من زاوية مؤسسات الدولة يمثّل خلخلة لها، حيث أن الترابط الاجتماعي بات يعرف كيف يحقّق نفسه دون وساطة الدولة.
لا يحمّل سيرينلّي الوباء كل أوزار التحوّلات التي يلاحظها، حيث يقول بأنه توجد أزمات أخرى ذات فاعلية في هزّ القيم التي تقوم عليها الجمهورية مثل العولمة والتلوّث البيئي والهجرات.
من مؤلفات سيرينلّي الأخرى: "فرنسا من 1945 إلى أيامنا"، و"قرن من التقلّبات: تاريخ ذاتيّ لفرنسا"، و"الجمهورية الخامسة"، كما أشرف على كتاب جماعي بعنوان "فرنسا كما ستكون".