"الزاد الفلسفي": كي لا يهجر الشبابُ الفكرَ النقديّ

31 يناير 2022
لوحة لـ فريد بلكاهية/ المغرب
+ الخط -

حين تُقدَّم مختلف المعارف في كتب مدرسية، عادةً ما تأخذ طابعاً اختزالياً ينحصر في المعلومة ومناهج توظيفها. غير أن كتب الفلسفة تحافظ على انفتاحها على قارئ غير التلميذ والطالب، حتى ولو كانت مدرسية.

مؤخّراً، صدر في تونس كتابٌ موازٍ للمقرّر الدراسيّ بعنوان "الزاد الفلسفي" أعدّه بلقاسم بن العيادي وراجعه محمد نجيب الخليفي. عملٌ يمكن أن نتساءل إلى أي حدّ يمكنه أن يفيد قارئاً من خارج الإطار المدرسي، فلا يخفى أن الحاجة إلى "زاد فلسفيّ" ليست مقتصرة على الطلَبة وحدهم.

حول خصوصية وضع كتاب مدرسيّ في الفلسفة، يقول بن العيادي في حديث إلى "العربي الجديد": "أعتقد أن إنجاز كتابٍ موازٍ في الفلسفة له خصوصية تعود إلى خصوصية المادّة. غالباً ما توصف مادّة الفلسفة بأنها مادة صعبة، وهي ركامٌ من المفاهيم المجرّدة التي تظلّ بعيدة عن الواقع الحسّي، وفي ذلك بعض الوجاهة بما أننا نقارب الفلسفة من خلال نصوص غربية يختلف الواقع الذي أنتجها عن الأفق الثقافي الذي ننتمي إليه. من أجل هذا عمدتُ إلى اتّباع أسلوب يجمع بين التبسيط والتعمّق كي تكون الأفكار واضحة وقريبة من واقع التلميذ التونسي".

سألنا محدّثنا إن كان قد أنجز كتابه بناءً على نموذج ما، فردّ قائلاً: "انطلقتُ من تجربتي الشخصية، واستعنتُ بكتاب ألّفه الباحث لطفي العربي، خصوصاً في أسلوبه الواضح والسلس الذي يمكن لتلميذ اليوم ــ والذي قد يكون ممَّن لم يقرؤوا كتاباً في حياتهم ــ أن يفهم ما ورد فيه. هذا علاوة على تأثّري بأستاذي منير الكشو الذي كان دائماً يوصينا بتجنّب الأسلوب الصعب في إنجاز الدروس والبُعد عن اللغة المعقّدة التي تنفّر التلميذ في مادّة الفلسفة".

وحول رأيه في الكتب المدرسية المتوفّرة في مادّة الفلسفة بشكل عام، يقول بن العيادي: "صراحةً، أنا غير راضٍ عنها، وخصوصاً برنامج الفلسفة في البكالوريا، فهو برنامج طويل وكثيف، يُنهك التلميذ والأستاذ معاً. ولهذا أدعو إلى التقليص في عدد المحاور حتى لا يهجر شبابُنا هذه المادّة".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون