منذ سنوات قليلة، بدت مجلّة "الحياة الثقافية" في تونس وقد تجاوزت تعثّرات إصدارها وتوزيعها، غير أنّ جائحة كورونا أبت إلّا أن تعيدها إلى المربّعات الأولى، ممّا جعل المشرفين عليها يقدّمون تصوّرات جديدة باعتماد نظام الأعداد الخاصّة بدل النشر شهرياً.
منذ أيام، صدر من المجلة عدد خاص جديد ويتناول جائحة كورونا كثيمة "بما خلّفته من تبعات على الشأن الثقافي وأهل الفن والإبداع عموماً، وذلك تزامناً مع مرور سنة على ظهور هذه الجائحة في تونس"، كما ورد في تقديم هيئة التحرير.
ضمن هذا العدد، كتبَ محمد سفينة مقالة بعنوان "جائحة كورونا تعمّق أزمة الفن والفنانين"، وقدّم لسعد بن حسين تقريراً بعنوان "عام على جائحة كورونا: كيف عاشها الكتاب والفنانون؟"، فيما أضاء رمزي العياري الحصاد الثقافي لسنة من الجائحة، واقترح منصور الكلابي مقاربةً سوسيولوجية للأزمة الصحية.
ومن المقالات الأخرى: "كورونا، فرصة لنستيقظ: العالم تغيّر مرة وإلى الأبد" لمحمد ناصر المولهي، و"كوفيد: فيروس النقمة.. فيروس النعمة" لعبد الرؤوف روافي، و"التفكير في الحبس مع خمسة فلاسفة كبار" للمنتصر الحملي.
وخُصّص بابٌ بعنوان "يوميات" لرصد تفاعل كتّاب الأدب مع الجائحة، فنقرأ: "رحلة بين جناحي الجرثومة المستجدة" لزهرة كحولي، و"أجدّف نحوي" لفتحي بن معمر، و"الحجر الصحي، استدراج الذات للتصالح معها" لفتحية الهاشمي، و"الكورونا والتكفير عن سنوات العمل والصعلكة من جديد" للشاذلي القرواشي.
وفي باب "مكتبة الحياة الثقافية"، قدّم شكري الباصومي بعض الإصدارات التي تعلّقت بكوفيد 19، منها: "مدن وتوابيت" لمصطفى الكيلاني، و"يوميات الكورونا" لحسونة المصباحي.
كما نشرت المجلّة نصّاً مسرحياً بعنوان "الوحش" لمعزّ العاشوري، وهو عمل مسرحي من وحي الجائحة. يُذكَر أن لوحة الغلاف مأخوذة من معرض "لمسة مميتة" للفنّان التشكيلي سامي بن عامر، وكان هو الآخر قد جاء كتفاعل إبداعي مع الأزمة الصحية.