"الحكيم والاقتصادي": ما يعيق اقتراح البدائل

21 مايو 2021
غرافيتي لـ بانكسي
+ الخط -

يملأ الحديث عن ضرورة مراجعة علم الاقتصاد كل بلاد العالم، الغنية منها والفقيرة، حيث يلمس الجميع فشل العديد من الخيارات النيوليبريالية التي جرى الترويج بأنها الحل النهائي للبشرية منذ سقوط جدار برلين في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.

لكن هذا الانتقاد للنظريات الاقتصادية قلّما يجري تجاوزه إلى اقتراح بدائل. هذ الوضع يدرسه الباحث الفرنسي جان جوزيف بوايو في كتابه الصادر مؤخراً بعنوان "الحكيم والاقتصادي: يوتوبيات يصنعها العالم" عن منشورات "أوديل جاكوب".

يرى المؤلّف أن ما يعيق اقتراح البدائل الاقتصادية هو الخوف من المثالي، أي أن علماء الاقتصاد يخشون التشكيك في مقولاتهم من زواية كونها طوباوية، وهو ما يصنع حالة من الرقابة الذاتية التي تعيق كل إبداع في اقتراح البدائل.

بدأ هذا الوضع مع سقوط المعسكر الاشتراكي، وقد جرى وقتها وصم معظم المفردات الاقتصادية التي تعود إلى النظرية الماركسية، مثل التخطيط والمساواة والرفاه الجماعي، وكان ذلك يعني إفقار التنظير ضمن علم الاقتصاد، في حين أن هذه المفاهيم تمثّل منطلقات وغايات لا يمكن ربطها بالأيديولوجيا.

الصورة
الحكيم والاقتصادي

يرى بوايو أن هذه الخشية أفرزت تسارعاً في الخيارات الرأسمالية باعتبار قناعة أغلبية الاقتصاديين أنها الخيار الأمثل، لكن النتيجة ظهرت بعد بضعة عقودـ والتي يسميها "عولمة فوضوية".

يقترح المؤلّف أن يعود الاقتصاديون إلى كل الفكر الطوباوي ويعملوا على توفير أرضيات تنفيذية تتيح تغيير المسارات التي تقودنا الرأسمالية إلى نقاط نهايتها، وهي في معظمها كارثية.

المساهمون