يمثّل مفهوم Manipulation (التلاعُب) أحد أكثر المفاهيم محوريةً ضمن طيف المعارف اللغوية، باعتبار استعمالات الخطاب في توجيه المتلقّي نحو خيارات بينها، كما يتجلّى ذلك في الخطاب السياسي أو في مجال الترويج الاقتصادي.
لا يحضر كثيراً هذا المفهوم في الدراسات العربية، وهو ما ينطلق منه العدد الأخير من مجلّة "خطابات" التي صدر عددها الأخير منذ أيام بعنوان "التلاعب في الخطاب" والذي حضرت فيه 17 دراسة.
هذا هو العدد الثالث من المجلّة، وقد أشارت هيئة التحرير إلى أنها ستخصّص أعداداً أخرى للمحور ذاته. كما جرى الكشف عن محاور قادمة منها: "خطابات الاحتلال والمقاومة"، و"خطابات العنصرية"، و"خطاب الكراهية"، "والخطاب العلمي"، و"الخطاب الاقتصادي".
نقرأ ضمن التقديم: "يهدف العدد الثالث من مجلّة خطابات إلى سدّ فجوة مهمّة في دراسات الخطاب العربي. فالعدد مخصّص لدراسة ظاهرة لم تحظَ بالاهتمام البحثي الذي تستحقه، هي "التلاعب في الخطاب". فعلى الرغم من أن الخطابات التلاعبية تكاد تهيمن على الخطاب العمومي في معظم أرجاء العالم العربي، فإنها نادراً ما تخضع للدراسة العلمية الفاحصة، لا سيما النقدية منها. والعدد الحالي هو أول عمل جماعي شامل يُخصص لدراسة ظاهرة التلاعب في الخطاب عربيّاً، ويقدّم أُطراً نظرية لدراستها، وتطبيقات متنوعة على مدونات مختلفة تمثِّلها".
من مقالات العدد: "دراسة التلاعب في الخطاب العربي: إطلالة موجزة" لـ عماد عبد اللطيف، و"التلاعب بالدلالة في النثرالعربي القديم" لـ علي بن عبد الله، و"التلاعب في الخطاب الإعلامي: من التخييل إلى التجسيد" لـ محسن بن يامون.