تشكّل الشمس في أعمال الفنّان الفلسطيني يزن أبو سلامة (1993) رمزيّة عالية، هي نوعٌ من التطلّع ومحاولة كسر الانقياد وتمثيلاته. ومن جهة ثانية تعبّر عن حضور تتكثّف فيه معاني الحرّية وما يلحق بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
"الانحناء نحو الشمس" عنوان المعرض الافتراضي الذي يحتضنه "غاليري زاوية" برام الله ليزن أبو سلامة، ويستمرّ حتّى الثلاثين من هذا الشهر، وفيه ينظر التشكيلي إلى دلالات المكان وعناصره البيئية والمصطنعة، محاولاً خلق مشهدية تقوم على الكشف عن الفوارق بينهما.
وحيثُ تسطو البُنية الاستعمارية للاحتلال على المكان الفلسطيني وتحاصره بكتل الإسمنت الاستيطانية فإنّ ثنائية الضوء/ القتامة هي ما تطغى على الأعمال، الضوء بما هو أحد الأبعاد اللونية للتحرّر، مقابل الرمادية القاتمة التي تمتصّ ما حولها من ألوان، وبهذا يتحوّل الانحناء إلى فعل مجاورة واحتضان لعناصر الطبيعة والاتحاد بها في مواجهة آلة العنف.
ولو فتّشنا خلف هذا العنف وأدواته سنجده منعكساً في أعمال الفنّان من الحواجز الخرسانية وجدار الفصل العنصري إلى نقاط التفتيش وأبراج المراقبة التي تخترق البيئة الفلسطينية وتحتلّها. ومن هنا، يُلاحظ أنّ اللوحات تحملُ بصمة مميّزة وجامعة يمكنُ تسميتها بـ"الاختراق"، فالصلابة التي تبدو عليها الجدران يمكنُ لسمكة أن تخترقها، كما يظهر ذلك في إحدى الاشتغالات السابقة ليزن أبو سلامة، والعلو الشاهق لأبراج المراقبة والرصد يجري التعالي فوقها من خلال الطيور المحلّقة أعلى منها بكثير.
في هذا المعرض يتابع الفنّان الشاب العمل على أسلوبه الخاص كما في معارضه السابقة مثل "السماء الإسمنية" (2021) الذي يبدو أنّه العتبة الأوّلية التي تربط العوالم والرؤى الفنّية عنده، إلّا أنّ فرصة المشاهدة الافتراضية للأعمال لا تبرز جدوى الاستعانة بالتطور التكنولوجي للوصول إلى جمهور أبعد فقط، إنّما أيضاً تُحيل إلى تلك الميزة الفنّية التي تسعى إلى اختراق كل صلابة أو قيد مكاني محدود.