شكّلت الفنون أهم الوسائط التي حاولت القوى المستعمِرة من خلالها سلب الشعوب هويتها ضمن مستويات متعدّدة، منها تهميش الفن، بحيث تغيب قدرته على توليد معنى سياسي واجتماعي ضمن حدود جمالية ضيقة، والسعي لتقويض الخصوصيات الثقافية وفرض صيغ حداثوية أوروبية، وقد أدى ذلك إلى تشوّه العديد من التعبيرات الفنية.
أطلق غاليري "مطافئ: مقر الفنانين" بالتعاون مع قسم الرسم والطباعة في كلية فنون التصميم بـ"جامعة فيرجينيا كومونولث" بالدوحة سلسلة محاضرات افتراضية بعنوان "إنهاء الاستعمار في تاريخ الفن: فنانات عربيات اليوم"، تستكشف أربع عشر فنانة من خلالها قضايا النوع الاجتماعي والسياسة والاستعمار والثقافة والهوية.
وتستمر المحاضرات مدّة عام على مرحلتين، حيث "تقدم مجموعة ديناميكية من الفنانات وممارسات الفن العربي من مختلف التخصصات والمواقع في الشرق الأوسط لإعادة النظر في الروايات الموجودة وإعادة تنسيقها"، بحسب بيان المنظّمين.
انطلقت السلسلة في السابع عشر من الشهر الماضي بمحاضرة للمصرية بهية شهاب (1977)، وأعقبتها في الرابع والعشرين من الشهر نفسه محاضرة للفنانة اللبنانية لمياء جريج (1972)، بينما ستقدّم التونسية الأميركية نادية عياري (1981) محاضرة في السابع عشر من الشهر الجاري، وهي حائزة على درجتي البكالوريوس في تاريخ الفن من "جامعة بوسطن" والماجستير في الرسم من "مدرسة رود آيلاند للتصميم"، وأقامت العديد من المعارض منذ عام 2008.
تتواصل محاضرات الربيع التي تتحدّث من خلالها الفنانات عن تجاربهن ورؤاهن في القن، حيث تلقي العراقية سماء الشيبي (1973) محاضرة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وتقدّم الأردنية آلاء يونس (1974) محاضرتها في الحادي والثلاثين منه، وتًختتم بمحاضرة لليمنية البوسنية عالية علي (1985).
تستكمل السلسلة بمحاضرات الخريف التي تنطلق في الخامس والعشرين من آب/ اغسطس المقبل بمحاضرة للمصرية إيمان عيسى (1979)، كما تقام محاضرتان في أيلول/ سبتمبر المقبل لكلّ من البنانية الأميركية يمنى شالة (1980) والكويتية منيرة القادري (1983)، بينما تلقي التونسية الأوكرانية نادية كعبي-لينكي (1978) والبحرينية غادة خنجي (1967) محاضرتين في تشرين الأول/ أكتوبر، كما تقدّم القطريتان عبير الكواري ونور أبو عيسى والسورية الأميركية ديانا الحديد (1981) محاضرات في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وقال خليفة العبيدلي مدير "مطافئ"، في تصريحات صحافية، إن "هذه السلسلة توفر منصة لبعض الفنانات لمناقشة معنى أن تكون فنانة في سياق التقاليد والتحديات المجتمعية الحديثة".
أما الأكاديمي عيسى ديبي رئيس قسم الرسم والطباعة في "جامعة فيرجينيا كومنولث"، فأوضح أن "السلسلة تهدف إلى إعادة صياغة تاريخ الفن الذي تسيطر عليه اتجاهات غربية، على حساب تجارب المنطقة العربية، وهو ما يجعل هذه المحاضرات التي تقدمها فنانات عربيات لهن تجارب فنية راقية، بمثابة إعادة الروح للفن العربي وإبراز دور الفن العربي وخاصة لدى الفنانات العربيات سواء في المنطقة أو في المهجر".