"إعلان بيروت العمراني".. الإهراءات ذاكرة جمعية للبنان

06 مايو 2022
مشهد عام لـ"مرفأ بيروت" بعد الانفجار (Getty)
+ الخط -

ما زالت العاصمة اللبنانية بيروت تعيش على وقع ارتدادات انفجار المرفأ في الرابع من آب/ أغسطس 2020. الحدث الذي تركَ أثراً عميقاً على نواحي الحياة كافة، اجتماعياً وثقافياً، انعكس بالضرورة على عمران المدينة أيضاً، من حيث مبادرات الترميم، وعمليات الإنقاذ والإغاثة التي تواصلت منذ ذلك الحين إلى اليوم. ورغمَ أنّ الكارثة كان فيها من المحو والدمار ما يكفي، يأتي القرار السلطوي المتمثّل بهدم إهراءات "مرفأ بيروت"، أو ما تبقّى منها، ليُكملَ على المشهد، ويمسح أبرز معالم المدينة، ويسوّيها بالأرض. 

بالضدّ من ذلك المسعى، أصدر "إعلان بيروت العمراني" بيانَه الأخير، وهو نداء للحفاظ على الذاكرة الجمعيّة للبنان بكامله، بما في ذلك الضحايا الذين قضَوا جرّاء الانفجار وتجاوز عددهم 220 ضحية، بينما فاق عدد الجرحى 7 آلاف شخص، فهم جزء أساسي من تلك الذاكرة الجمعية والمصلحة العامة. وممّا جاء في البيان: "يؤكّد - الإعلان - أنّ تحديد مصير هذا الأثر، المتمثّل بشواهد الصوامع ومحيطها، هو حقّ لبناني عام ومصلحة عامة يتمّ بشراكة المجتمع".

من جهة ثانية، لا تخفى الخسائر التي ترتّبت على الكارثة وما ألحقته من نزف مادي وحضاري، رغم ذلك هناك من يروق له النظر إلى المشهد بعين المفاهيم القاصرة كثنائية الردم وإعادة الإعمار التي اتُّخذت كاستراتيجيّة حكومية، بعد انتهاء الحرب الأهلية (1990)، ويُراد بعثُها من جديد بعد دمار المرفأ ومحيطه الحضري، وهذا ما التفتَ إليه القائمون على الإعلان، في إشارتهم: "استولد انفجار مرفأ بيروت دلالات راهنية لمبنى الإهراءات، جعلت منه شاهداً تحدّى الانفجار، بالرغم من تدمير أكثر من نصفه، يحكي دمار المدينة وزعزعة تماسكها الاجتماعي".

ومن ناحية مَدنيّة، أكّد البيان أنّ مبنى الإهراءات، كمنطقة وسط المدينة تماماً، يجب العمل على دمجه وتطويره أكثر، بوصفه جزءاً من الواجهة البحرية التي تستقبل القادمين إلى المدينة، ولا تجبُ العودة بهما إلى وضعية معزولة. كما أوضح البيان أنّ التقارير العِلميّة الصادرة عن جهات موثوقة تثبتُ "أنّ مبنى الإهراءات لا يشكّل أيّ خطر على السلامة العامة، والتّدعيم كافٍ بما يتطلّبه الجزء الشمالي منها".

الجدير بالذكر أنّ "إعلان بيروت العمراني" هو مباردة تشكّلت بعد أسبوع من وقوع كارثة انفجار المرفأ، جمعت ما بين "مؤسسة الجادرجي من أجل العمارة والمجتمع" وأقسام كليّات العمارة في ثماني جامعات لبنانيّة مختلفة. 

المساهمون