في الحادية والثلاثين من عمره رحل فرانز شوبرت، ليترك احتمالات متعدّدة حول المرض الذي أنهى حياته القصيرة، والتي واصل فيها العمل حتى لحظاته الأخيرة، إذ ألّف أغنية "الراعي على الصخرة" التي أهداها إلى صديقته نظير محاولاتها تنظيم إحدى أوبريتاته في فيينا.
وضع المؤلّف الموسيقي النمساوي (1797 – 1828) جلّ أعماله التي تجاوز ستمئة قطعة في عشرينيات القرن التاسع عشر، رغم ما كان يعانيه من أمراض من جهة، وسعيه الدؤوب للاختلاف عن بيتهوفن الذي باتت سيمفونياته المعقّدة نموذجاً يصعب تجاوزه في تلك المرحلة.
تقدّم "أوركسترا قطر الفلهارمونية" ضمن موسمها الجديد 2022 – 2023 حفلاً موسيقياً يقام عند السادسة من مساء الأربعاء المقبل في "مكتبة قطر الوطنية" بالدوحة، تؤدي خلاله "ثماني شوبرت في سلم فا الكبير، مصنف 803" الذي يعدّ أبرز أعماله في موسيقى الحجرة.
وضع شوبرت هذ العمل في الفترة نفسها التي ألّف فيها عمليه "روزاموند" والرباعية الوترية "الموت والعذراء" وكان ذلك عام 1824، ويتكوّن من ستّ حركات، حيث "يضفي الدفء الرقيق للتعبير الموسيقي، ويظهر جمال الغناء الموسيقي من النغمة الأولى إلى النغمة الأخيرة"، بحسب بيان المنظّمين.
يستغرق العمل قرابة ساعة، وتبتدئ الحركة الأولى بطيئة ثم سريعة، وتليها الثانية بسرعة متهملة، وتأتي الثالثة سريعة جداً، قبل أن تبطئ الرابعة مع تنويعات في العزف، وتكون الحركة الخامسة مينويتو – سريعة، وتختتم بحركة سادسة بطيئة وتنتهي سريعة.
على مدار تسعة أشهر، قضى شوبرت في منزل الأرشيدوق رودولف؛ ولي عهد النمسا آنذاك، يشتغل على مقطوعته التي أدّاها لأول مرة في حفل أقيم في أيلول/ سبتمبر 1824، واشتق حركته الأولى من أغنيته " مساء الغريب" التي ألّفها عام 1821.
يشارك في الحفل ثمانية عازفين من "أوركسترا قطر الفلهارمونية"، وهم: جو يونغ أوه ومحمد عويضة (كمان)، وجيوفاني باسيني (فيولا)، وحسن معتز الملا (تشيللو)، وساندور أونودي (كونترباص)، وروني موسر (كلارنيت)، ودانيال هريندا (باسون)، وغديون سيدنبرغ (كورنو).