"أوركسترا قطر": قطار موسيقيّ يعبر أوروبا

08 مارس 2022
من حفل سابق لـ "أوركسترا قطر الفلهارمونية"
+ الخط -

رغم أنّ والد بدريخ سيمتانا كان هو نفسه موسيقيّاً، إلّا أنه لم يكن يتوقّع مستقبلاً لطفله في عالم فنّي كان يعتقد أنه لا يمكن لابنه أن يكسب عيشه من خلاله. لكنّ الطفل الذي بدأ بدندنة وتأليف بعض الموسيقى منذ الثامنة من عمره، سيصرّ على الذهاب حتى النهاية في حلمه الموسيقي، رافضاً مقترح والده تعلّم الاقتصاد. هكذا، وبعد سنوات من الدراسة والتأليف، سيبدأ الموسيقي التشيكي بدريخ سيمتانا (1824 ــ 1884) تدريس الموسيقي في مدرسة سيؤسّسها عام 1848، كما سيبدأ التأثير مبكّراً في المشهد الموسيقي في بلده، مستفيداً من دعم عددٍ من نجوم التأليف الموسيقي في ذلك الوقت، ولا سيّما المجريّ فرانز ليست.

بالأوبرا الهزلية "العروس المباعة" (1866)، التي كان لنجاحها دور كبير في مسار سميتانا وفي الاعتراف الذي حظي به كموسيقيّ، تَفتتح "أوركسترا قطر الفلهارمونية"، بدءاً من السابعة والنصف من مساء الجمعة المقبل، 11 آذار/ مارس الجاري، "رحلةً موسيقية" على "مسرح عبد العزيز ناصر" في سوق واقف بالدوحة، حيث تقدّم مجموعةً من الأعمال التي وضعها عدد من أبرز المؤلّفين الموسيقيين الأوروبيين.

وفي حين ترسم "العروس المباعة"، بدراماتيكيةٍ موسيقية، مشاهدَ من الحياة في قرية بوهيمية، فإن العمل الثاني الذي تقدّمه "أوركسترا قطر" من أعمال سميتانا في هذه الأمسية، أي "فِلْتَفا (أو المولداو)"، يستحضر النهر الذي يحمل العملُ اسمَه، والذي يقطع التشيك من جنوب إقليم بوهيميا حتى شماله. وتُعَدّ هذه المقطوعة الأكثر شهرةً بين ست قصائد سيمفونية ألّفها سميتانا بين عامي 1874 و1879؛ أمّا "المولداو"، فهو اسم النهر باللغة الألمانية، والذي أصبح العنوان الأكثر استعمالاً للمقطوعة في استعاداتها اللاحقة.

بعد بدريخ سيمتانا وألحانه التشيكية تنتقل "أوركسترا قطر" إلى "الرابسودية المجريّة رقم 2" لفرانز ليست  (1811 ــ 1886)، وهي الأكثر شهرةً بين رابسودية مجريّة ألّفها ليست بين عامي 1846 و1885. وتعكس المقطوعة تأثّر ليست بالموسيقى المجرية الفولكلورية، بسِماتها الغجرية العفوية والإيقاعية والتعبير المباشر.

كما تقدّم الأوركسترا "افتتاحية روميو وجولييت" لبيتر إليتش تشايكوفسكي (1840 ــ 1893)، التي استلهمها المؤلّف الموسيقي الروسي من مسرحية شكسبير المعروفة. وبعد ستّة عشر عاماً من الإخفاق والانتقاد اللذين عرفتهما الافتتاحية عند عرضها الأوّل عام 1870، تحوّلت إلى مقطوعة تحظى بالاحترام في الأوساط الموسيقية، حيث قام تشايكوفسكي بإدخال تعديل على خاتمتها مطلع ثمانينيات القرن التاسع عشر.

"يوجين أونيجين" هو عنوان أوبرا مؤلّفة من ثلاثة فصول، ألّفها تشايكوفسكي بالاشتراك مع كوتستانتين شيلوفسكي، ولحّنها عام 1878. هذه الأوبرا، المبنية على قصيدة ملحمية لأسكندر بوشكين، ستكون ثاني الأعمال التي تقدّمها الأوركسترا من اشتغالات تشايكوفسكي. 

وتُختَتم الرحلة الموسيقية الأوروبية التي تقترحها "أوركسترا قطر" مع "متتابعة كاريليا" للفنلندي جان سيبيليوس (1865 ــ 1957)، وهي عمل يتشكّل من 11 مقطعاً انتهى سيبيليوس من تأليفه عام 1893. ويصف العمل ــ الذي قاد سيبيليوس نفسُه الأوركسترا خلال تقديمه الأوّل في تشرين الثاني/ نوفمبر 1893 ــ تاريخ مقاطعة كاريليا، جنوب شرف فنلندا.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون